يعد سرطان المثانة رابع أشيع سرطان يصيب الرجال، إلّا أنه قليل الحدوث عند النساء. فهو يصيب رجلاً من بين كل 27 رجل، وامرأةً من بين كل 89 امرأة. كما أنه يعد من السرطانات متوسّطة الخطورة، فهو ليس بالقاتل الخطير كسرطان الرئة، وليس بالسرطان الجيّد كسرطان البروستات.
إذا كنت -أو كان أحد معارفك- مصاباً بسرطان المثانة فلا شك أن السؤال “كم سنة يعيش مريض سرطان المثانة؟” قد خطر على بالك يوماً ما. ولذا سنجيب في هذه المقالة عنه، ونتحدث عن العوامل التي تؤثر في المدة التي يعيشها المصاب بسرطان المثانة.
كم سنة يعيش مريض سرطان المثانة؟
يعيش 75% من مرضى سرطان المثانة سنةً واحدة على الأقل، ويعيش 55% منهم 5 سنوات على الأقل، بينما يعيش 45% منهم 10 سنوات على الأقل. وذلك بغض النظر عن مرحلة السرطان ونوعه وعمر المريض وغيرها. لكن هناك عوامل كثيرة تدخل في تحديد نسبة البقيا في مريض السرطان وهذا ما سنفصّل فيه تالياً.
ولكن بدايةً دعونا نوضّح معنى بعض المصطلحات:
معدّل البُقيا: هو احتمال البقاء لمدّة زمنيّة معيّنة. فإذا كان معدّل البُقيا لـ5 سنوات لمرض ما هي 40%، فهذا يعني أن 40% من المصابين بهذا المرض سيكونون أحياء بعد 5 سنوات و60% منهم سيكونون قد توفوا خلال هذه السنوات الخمس.
معدّل البقيا النسبيّة: هي احتمال بقاء شخص مصاب بمرض ما لمدّة زمنيّة معيّنة بتجاهل أسباب الوفيات الأخرى غير هذا المرض.
متوسّط البُقيا: هي المدة الوسطيّة التي يعيشها المصابون بمرض ما. فإذا كان متوسّط البُقيا لمرض ما 3 سنوات، فهذا يعاني أن 50% من المصابين بهذا المرض سيكونون على قيد الحياة بعد 3 سنوات و50% سيكونون قد توفوا خلال هذه السنوات الثلاث.
العوامل التي تؤثر في المدة التي يعيشها المصاب بسرطان المثانة
1- مرحلة السرطان
ومرحلة السرطان هي مفهوم طبي لتحديد درجة خباثة السرطان، وهي تعتمد على مجموعة من العوامل مثل حجم السرطان، وانتشاره إلى العقد اللمفاوية والأعضاء الأخرى، ودرجة اختراقه لعضلة المثانة، وغيرها. فكلّما كانت مرحلة السرطان أعلى انخفضت المدة التي يُتوقّع أن يعيشها المريض.
تزداد المرحلة عموماً مع مضي الوقت، ولذا فإن اكتشاف الورم بشكل مبكّر يزيد من المدة التي يتوقع أن يعيشها المريض. وعموماً فإن احتمال أن يعيش مريض سرطان المثانة 5 سنوات أو أكثر هي كالتالي:
مرحلة سرطان المثانة | احتمال البقاء على قيد الحياة لـ5 سنوات أو أكثر |
---|---|
المرحلة 0 | 98% |
المرحلة 1 | 88% |
المرحلة 2 | 63% |
المرحلة 3 | 46% |
المرحلة 4 | 15% |
- تعني المرحلة 1 أن السرطان بدأ باختراق النسيج الضام في جدار المثانة. ويكون 50% من المرضى تقريباً في هذه المرحلة عند تشخيصهم.
- وتعني المرحلة 2 أن السرطان اخترق عضلة جدار المثانة. حيث يكون 33% من المرضى تقريباً في هذه المرحلة عند تشخيصهم.
- بينما تعني المرحلة 3 أن السرطان اخترق كامل جدار المثانة ووصل إلى النسيج الشحمي المحيط بها أو إلى الرحم أو المهبل أو البروستات. وتكون نسبة قليلة من المرضى في هذه المرحلة عند تشخيصهم.
- أما المرحلة 4 فهي تعني أن السرطان انتشر إلى الأعضاء البعيدة كالعظام أو الرئة أو الكبد أو العقد اللمفاوية أو جدار البطن. ولا يكون في هذه المرحلة إلا 4% من المرضى عند تشخيصهم.
إن وجود النقائل السرطانية إلى الأعضاء البعيدة يسيء لسرطان المثانة. حيث يبقى 5-10% فقط من مرضى سرطان المثانة الذين يعانون من وجود نقائل على قيد الحياة لسنتين أو أكثر.
2- درجة السرطان
وهي أهم العوامل التي تؤثر على معدل بقيا سرطان المثانة. بحيث تتعلّق درجة السرطان بشكل الخلايا السرطانية تحت المجهر. فكلّما كانت الخلايا مشوّهة أكثر ولا تشبه الخلايا الطبيعية كانت درجة السرطان أعلى، وبالتالي أصبح السرطان أخطر وأكثر قدرة على غزو الأعضاء السليمة.
وهكذا فإن سرطان المثانة ذو الدرجة المنخفضة يعد أقل قدرة على الارتشاح في عضلة المثانة وتجاوزها لغزو الأعضاء المجاورة من سرطان المثانة ذو الدرجة العالية، وبالتالي فهو أقل خطورة.
3- العمر عند التشخيص
يصيب سرطان المثانة المتقدمين في السن غالباً، حيث إن متوسّط العمر عند كشف الإصابة به هو 69 عند الرجال و71 عند الإناث. كما أن 1% فقط من المصابين بسرطان المثانة لا يتجاوزون سن الـ40 عند تشخيصهم.
وككل أنواع السرطانات فإن التشخيص الباكر يعني البقاء حياً لفترة أطول.
4- نكس السرطان
يعني نكس السرطان عودةَ ظهوره مرة أخرى بعد استئصاله. ويعد سرطان المثانة أكثر السرطانات نكساً (وخاصةً سرطان الخلايا الانتقالية السطحي TCC). إذ ينكس سرطان المثانة في 70% من المرضى خلال 5 سنوات من استئصاله. لذا فهو يعد عالي الخطورة من هذه الناحية. ويعد النكس أخطر عندما يحدث في النسج أو الأعضاء أو العقد اللمفاوية البعيدة عن المثانة.
يكثر النكس في النساء، وفي الأورام ذات الدرجة العالية، والحجم الكبير، وفي الأورام المتعددة.
لا علاقة للعوامل الوراثيّة والعائليّة بمعدّل البُقيا في سرطان المثانة.
اقرأ أيضاً: هل يمكن الشفاء التام من سرطان المثانة؟
ماذا يمكن فعله لتحسين البُقيا وإطالة مدتها
لا توجد تعليمات محددة للوقاية من نكس سرطان المثانة. كما يمكن معالجة حالات النكس باستئصال السرطان الناكس وخاصة إذا كان متوضعاً في مكان واحد. لذا من الضروري تمكين الطبيب من الكشف المبكّر عن حالات النكس وذلك عن طريق:
- زيارة الطبيب بشكل دوري
- الالتزام بتعليماته وإجراء الفحوص والصور الشعاعية التي يطلبها بانتظام
- إبلاغه عن أي أعراض حديثة ذات علاقة بسرطان المثانة
- تناول الأدوية الموصوفة في موعدها
كما يمكنك أيضاً القيام ببعض الأمور التي من شأنها أن تحافظ على صحتك وترفع قدرة جهازك المناعي على مواجهة سرطان المثانة، ومنها:
- تجنّب التدخين بكل أشكاله، فالتدخين مسؤول عن نصف حالات الإصابة بسرطان المثانة.
- تجنّب التعرّض للمواد الكيميائية الضارّة قدر الإمكان، كالمطاط والجلد ومواد الطباعة والدهان والصبغات والنسيج والديزل.
- اشرب الكثير من الماء.
- تناول طعاماً صحيّاً غنياً بالفواكه والخضار.
- حافظ على وزن مثالي.
- مارس الرياضة بانتظام.
يمكن لسرطان المثانة أن يؤثر على جميع جوانب حياتك سواءً كنت في حالة هجوع أو لا زلت تتلقى العلاج. فمن الممكن أن تشعر بالقلق أو التوتر وغيرها. لذا من المفيد أن تتكلّم مع عائلتك وأصدقائك، والانضمام لمجموعات الدعم التي تصلك بأشخاص يعرفون معاناتك تمام المعرفة.
أخيراً يجب أن نؤكّد على أن هذه الإحصائيات هي مجرّد أرقام، ولا تحدد مستقبل مرضك بدقّة. ولا سيما أن نسب البقيا في ارتفاع بفضل التطوّر في الأدوية المستخدمة لعلاج السرطان. لذا عليك أن تُركّز على الحصول على أفضل رعاية صحيّة وتطبيق النصائح التي تحسّن من نسب البقيا والالتزام بتعليمات طبيبك. والذي يبقى الشخص الوحيد القادر على تحديد نسبة البقيا لديك بدقّة.
المصادر:
- HealthLine-What’s the Survival Rate for People with Bladder Cancer
- MedScape-Bladder Cancer
- Cancer Research UK-Survival
- American Cancer Society-Key Statistics for Bladder Cancer
وسوم المقالة