يعد تليف الرئة (وأشيع أنواعه تليف الرئة مجهول السبب IPF) من الأمراض الخطيرة المزمنة التي لا علاج لها. إذ يهدف العلاج فيه إلى إطالة المدة التي يعيشها المريض وتحسين الأعراض قدر الإمكان.
لذا سنجيب في هذه المقالة عن السؤال الذي يخطر على بال الكثيرين من المصابين بتليف الرئة -أو أقربائهم- وهو “كم يعيش مريض تليف الرئة؟”. وسنشير أيضاً إلى العوامل التي تؤثر في هذه المدة. ونختم ببعض النصائح لإطالتها.
لنبدأ بالإجابة على السؤال الرئيسي:
كم يعيش مريض تليف الرئة؟
يعيش مريض تليف الرئة 2-5 سنوات من تاريخ كشف المرض لديه (وسطياً 3 سنوات). ولكن هذه المدة تتراوح في الحقيقة بين بضعة أشهر وبضعة سنوات.
ومن المميز أن الأطباء لاحظوا أن الوفاة تحدث غالباً في فصل الشتاء. وأنها تحدث نتيجة المرض نفسه في 60% من الحالات. حيث تحدث هجمة حادة من المرض تؤدي إلى تفاقم الأعراض والوفاة. بينما تحدث الوفاة في الـ40% المتبقية نتيجة أمراض أخرى مرافقة كأمراض القلب والخثار الوريدي.
ولكن الأرقام السابقة هي مجرّد إحصائيات لما عاصره وشاهده الأطباء. ولكن تختلف حالة كل شخص عن غيره. حيث تختلف سرعة ترقّي التليف الرئوي من شخص إلى آخر. وتتعلّق بعوامل عديدة تساهم بإطالة أو تقصير المدة التي يعيشها المريض. وسنفصّل في ذلك تباعاً.
العوامل التي تؤثر في المدة التي يعيشها مريض تليف الرئة
1- نوع تليف الرئة الذي يعاني منه المريض
حيث يعد تليف الرئة مجهول السبب IPF (وهو الشكل الأشيع) أخطر أنواع تليف الرئة. لكن هناك أنواعاً أخرى أفضل حالاً منه. فمريض ذات الرئة الخلالية غير النوعية NSIP يعيشون فترة أطول. ولا يموت سوى 15% منهم خلال 5 سنوات. وكذلك مرضى الساركوئيد الذين يعيشون فترة أطول من مرضى التليف مجهول السبب.
2- العمر، إذ تقل المدة التي يتوقع أن يعيشها المريض بتقدّم العمر
3- الجنس، حيث تعيش النساء أكثر من الرجال عادةً
4- شدّة المرض، والذي يُستدل عليه من خلال شدة الأعراض وسرعة ترقيها والحاجة للدخول إلى المستشفى
5- قيمة وظائف الرئة ومدى كفاية عمل الرئتين
6- الإصابة بارتفاع في الضغط الرئوي أو الداء الرئوي الساد المزمن COPD، وهذا يقلل المدة التي يتوقع أن يعيشها المريض
7- اكتشاف المرض وعلاجه في مرحلة باكرة، إذ يساهم ذلك بإبطاء سرعة ترقيه
8- الصحة العامة للمريض ونمط حياته وغذائه ومعاناته من أي أمراض أخرى
9- مدى تطوّر النظام الصحي وجودته في بلدك بما في ذلك نوع العلاج المطبّق وإمكانية زرع الرئتين
ما الذي يمكن فعله لإطالة المدة التي يعيشها مريض التليف الرئوي وتحسين نوعية حياته
1- الالتزام بالنظافة الشخصية والإجراءات الوقائية لتجنّب العدوى
إذ يجب على مريض تليف الرئة غسل يديه بانتظام، وتجنّب التعامل مع الأشخاص الذين يبدون مريضين لتقليل احتمال انتقال أمراضهم إليه. وذلك لأن مريض تليف الرئة لا يستطيع مقاومة الجراثيم والدفاع عن جسمه كما يدافع الشخص السليم عن جسمه.
2- تلقّي كامل اللقاحات بما في ذلك لقاح الكورونا
إذ تساعد اللقاحات بتقليل احتمال الإصابة بالأمراض المُعدِية أو تخفيض شدتها. ولذلك يُنصَح مريض تليف الرئة بتلقّي كامل لقاحاته وخاصة لقاح المكورات الرئوية والإنفلونزا.
3- التوقف عن التدخين وممارسة الرياضة والالتزام بنظام غذائي صحي
فالتدخين يؤدي إلى كثير من الأمراض التي تخفّض وظائف الرئة. وبما أن رئة المصاب بالتليف منخفضة الوظيفة أساساً فإن التدخين يَضرُّ المصابَ بتليف الرئة أكثر من غيره.
كما أن ممارسة الرياضة وتناول طعام صحّي يساعد في تخفيف الوزن وزيادة إمكانيات الرئتين وسعتهما. ولكن ابدأ بتمارين رياضية بسيطة لأن التمارين الشديدة قد تفاقم من ضيق النفس الذي تشعر به.
وبما أن مريض تليف الرئة قد يجد صعوبة حتى في تناول الطعام بسبب صعوبة التنفس، لذا فإن عليه تناول طعامٍ مغذٍ غني بالمواد الضرورية والفيتامينات ويكفي حاجته اليومية، والابتعاد عن الطعام الجاهز الفقير بالمغذيات كالشيبس والبسكويت وغيره. كما يُنصح بتناول وجبات صغيرة كثيرة بدلاً من تناول وجبات كبيرة وقليلة.
ما هو الوزن المثالي وكيف يمكن حساب مشعر كتلة الجسم BMI؟
يتساءل كثير من الناس عن الوزن المثالي، إلا أنه لا يوجد وزن محدد يناسب كل الأشخاص. بل هناك في الحقيقة معايير كثيرة تدخل في حساب الوزن المناسب، ومنها العمر والجنس ونسبة كتلة العضلات إلى الشحم والطول وتوزّع الشحم في الجسم (شكل الجسم). وبالتالي فإن هناك عدة طرق لحساب الوزن المثالي وسنتعرّف عليها في هذه المقالة.
أهم أسباب الوفاة عند مريض التليف الرئوي
قد تحدث الوفاة بسبب:
- تليف الرئة ذاته
- أمراض القلب بما في ذلك داء الأوعية الإكليلية وقصور القلب
- سرطان الرئة
- أمراض خمجية جرثومية أو التهابية
- الخثار الوريدي (تشكل جلطات دموية في الأوردية)
ختاماً
تذكّر أن الأرقام السابقة مأخوذة من إحصائيات متنوعة في بلدان مختلفة، ولا شك أنها تختلف كثيراً باختلاف النظام الصحي وجودته وتطوّره في بلدك. كما أن هذه الإحصائيات قد تصبح قديمة مع مرور الوقت، ولا شك أن طرق العلاج في تطوّر مستمر، فخذ ذلك بعين الاعتبار.
كما عليك الانتباه إلى أن الأرقام السابقة هي مجرّد إحصائيات ولا يمكن أن تحدد بدقّة المدة التي ستعيشها. وغرضها الوحيد هو رسم صورة تقريبية لمستقبل حياتك. إذ أن كثيراً من المرضى عاشوا أكثر من المدة المتوقعة. فإذا أردت معرفة المدة التي ستعيشها ونوعية حياتك خلالها فاستشر طبيبك المشرف على حالتك، فهو الأدرى بتفاصيل مرضك وخطورته على صحتك.
المصادر:
- Medscape-Idiopathic Pulmonary Fibrosis (IPF)
- Cleveland Clinic-Pulmonary Fibrosis
- BioNews-12 Facts About Pulmonary Fibrosis Prognosis and Life Expectancy
الوسوم