كثيراً ما تكون سرطانات الدماغ قاتلة. فهي أكثر أنواع السرطان إحداثاً للوفيات في الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 14 سنة. ورغم ذلك فإن معظم سرطانات الدماغ (70% منها) تكون حميدة. وتكون هذه أقل إحداثاً للوفاة.
إذا كنت -أو كان أحد معارفك- مصاباً بسرطان في الدماغ فلا شك أن السؤال “كم يعيش مريض سرطان الدماغ؟” قد خطر على بالك يوماً. ولذا سنحاول في هذه المقالة الإجابة عليه، ونفصّل في العوامل التي تؤثر في المدّة التي يعيشها المريض المصاب بسرطان الدماغ.
كم يعيش مريض سرطان الدماغ؟
عموماً، يعيش 75.2% من المرضى المصابين بسرطان الدماغ (سواءً أكان حميداً أم خبيثاً) 5 سنوات على الأقل من تاريخ تشخيصهم. حيث يعيش 91.7% من المصابين بسرطان الدماغ الحميد 5 سنوات على الأقل. ويعيش 36% من المصابين بسرطان الدماغ الخبيث 5 سنوات على الأقل. علماً أن المصابين بورم الأرومة الدبقية glioblastoma يعيشون وسطياً 8 أشهر فقط، و7.2% منهم يعيشون 5 سنوات.
تختلف هذه الأرقام كثيراً حسب العمر والجنس ونوع السرطان وغيرها من العوامل، وسنفصّل في ذلك تالياً.
يمكن بالفعل الشفاء التام من بعض سرطانات الدماغ، ولكن هذا أمرٌ غير شائع كثيراً.
نسبة البُقيا: هي احتمال البقاء لمدّة زمنيّة معيّنة. فإذا كانت نسبة البُقيا لـ5 سنوات لمرض ما هي 40%، فهذا يعني أن 40% من المصابين بهذا المرض سيكونون أحياء بعد 5 سنوات و60% منهم سيكونون قد توفوا خلال هذه السنوات الخمس.
تذكّر أن هذا لا يعني أن المصاب بهذا المرض سيعيش 5 سنوات فقط، بل إن كثيراً منهم سيعيشون أكثر من ذلك بكثير.
العوامل التي تؤثر في المدة التي يعيشها مريض سرطان الدماغ
العمر عند التشخيص
كلما كان عمرك أقل عند تشخيصك بسرطان الدماغ ازدادَ احتمال بقائك على قيد الحياة لفترة أطول. وهذا موضّح في الجدول التالي:
العمر عند تشخيص الإصابة بالسرطان | نسبة البُقيا (احتمال البقاء على قيد الحياة) لـ5 سنوات |
---|---|
بين الولادة وسن الـ14 سنة | 95.4% للورم الحميد، و64.7% للسرطان الخبيث |
بين الـ15 والـ39 سنة | 97.3% للورم الحميد، و72.5% للسرطان الخبيث |
أكبر من 40 سنة | 90.2% للورم الحميد، و21.5% للسرطان الخبيث |
نوع السرطان
هو أهم العوامل، حيث تختلف نسب البُقيا كثيراً باختلاف نوع السرطان الدماغي. وذلك لاختلاف استجابة أنواع السرطان المختلفة لطرق العلاج. فبعض السرطانات تتراجع كثيراً بالعلاج الشعاعي وبعضها لا يتأثر بهذه الطريقة إلا قليلاً.
كما تختلف بسبب اختلاف سلوك أنواع السرطان المختلفة. فبعضها عدواني ينتشر ويغزو الأنسجة المجاورة وبالتالي يكون صعب الاستئصال.
في الجدول التالي تفصيل كل ورم ونسب البُقيا الخاصة به:
نوع الورم | نسبة البُقيا (احتمال البقاء على قيد الحياة) لـ5 سنوات |
---|---|
ورم الأرومة الدبقية (النجمية) | 90% للدرجة الأولى، 50% للثانية، 20% للثالثة، 5% للرابعة |
ورم البطانة العصبية | 70% إذا كانت على حساب الدماغ، و90% إذا كانت على حساب النخاع الشوكي |
الورم الدبقي قليل التغصّنات | 70% لسنة واحدة، و40% لـ5 سنوات |
الورم السحائي | 70% لـ10 سنوات إذا كانت درجته 1 أو 2، و40% لـ10 سنوات إذا كانت درجته 3 |
الأورام المُضغية (الجنينية) | 60% لسنة واحدة، و35% لـ5 سنوات |
أورام الغدة النخامية | 70% لـ5 سنوات |
أورام الغدة الصنوبرية ومحيطها | 75% لـ5 سنوات |
أورام النخاع الشوكي | 80% لـ5 سنوات |
لمفوما الدماغ والنخاع الشوكي | 50% لسنة واحدة، و30% لـ5 سنوات |
الأورام القحفية البلعومية | جيّدة |
الورم الأرومي الوعائي | جيّدة |
ورم غمد شوان في العصب الدهليزي | لا توجد بيانات كافية |
درجة الورم
وهي واحدة من أهم العوامل التي تؤثر في نسب البُقيا بالنسبة لمعظم سرطانات الدماغ. فالسرطانات ذات الدرجة العالية تكون سريعة النمو والانتشار، وبالتالي يزداد احتمال نكسها بعد العلاج، ولذلك فإن نسبة البُقيا تكون منخفضة فيها على عكس السرطانات منخفضة الدرجة.
موقع الورم في الدماغ
تعد الجراحة أول وأفضل خطوط علاج معظم سرطانات الدماغ. ولكن إذا كان الورم متوضعاً في مكان ضيّق أو خطر أو صعب الوصول إليه، فهذا قد يجعل الجراحة خياراً غير ممكن. ومن هذه الأماكن جذع الدماغ، وقرب الأعصاب (كالعصب البصري)، والنخاع الشوكي، وقرب الأوعية الدموية الكبيرة.
على الرغم من إمكانية استخدام العلاج الشعاعي أو الكيماوي إذا كان الورم في أحد هذه المواقع، إلا أنها ليست بكفاءة الجراحة، وهذا يؤثر على المدة التي يعيشها المصاب بسرطان الدماغ.
حجم الورم وشكله
كلما كان الورم أكبر أو كانت حدوده غير واضحة، كانَ من الصعب استئصاله بالجراحة، وبالتالي يكون أخطر ونسبة البُقيا فيه منخفضة.
الجنس
كما ذكرنا فإن الإناث يصابون بسرطانات الدماغ أكثر من الرجال. ومع ذلك فإن السرطانات الحميدة أكثر شيوعاً في الإناث من الذكور بقليل. بينما تكون السرطانات الخبيثة أشيع في الذكور من الإناث بقليل.
كما أن احتمال وفاة الذكور بسرطانات الدماغ أعلى من الإناث، عدا ورم الأرومة الدبقية (النجمية) والأورام المُضغية (الجنينية) وورم الخلايا المنتشة.
علماً أن الإصابة بورم الأرومة الدبقية أشيع عند الذكور، والإصابة بالأورام السحائية أشيع عند الإناث.
بعض الأسئلة الشائعة عن سرطان الدماغ
يعيش هؤلاء المرضى وسطياً 3-4 أشهر بدون علاج. وقد تصل هذه الفترة إلى 12 شهراً بالعلاج الجراحي والعلاج الدوائي المتمم.
إن نسب الشفاء في أورام الدماغ أقل عموماً من باقي أورام الجسم. هناك حالات خاصة لذلك، حيث تصل نسبة الشفاء التام في ورم الأرومة الدبقية (النجمية) إلى 83%. وكذلك الأمر في الورم القحفي البلعومي الذي تبلغ نسبة الشفاء فيه 80-90% إذا ما نجحت الجراحة باستئصال كامل الورم. أما أورام الغدة النخامية فهي تعد غالباً أوراماً سليمة وبالتالي فإن الشفاء التام منها هو الغالب. بينما يعد الشفاء التام من الورم السحائي نادراً جداً. وأخيراً يمكن تحقيق الشفاء التام من ورم العصب السمعي (شوانوما) إذا أُجريت الجراحة واستئصل كامل الورم.
أما بالنسبة لأورام الدماغ الحميدة فإن نسبة الشفاء تكون عالية، حيث يمكن تحقيق الشفاء التام إذا نجحت الجراحة باستئصال كامل الورم. وقد تصل هذه النسبة إلى 80-90%.
يُمكن لأي كتلة في العمود الفقري، سواءً كانت ورماً حميداً أو سرطاناً خبيثاً، وسواءً كانت سرطاناً بدئياً أو ثانوياً، يمكن لأي من ذلك أن يسبب شللاً. ولكن ذلك يحدث عادةً في مراحل متقدّمة. إذ يُسبَق ذلك بكثير من الأعراض العصبية، أهمها الشعور بتنميل أو خدر في الأطراف، أو ضعف العضلات، أو ضعف الإحساس، أو أحياناً السلس البولي أو البرازي.
اقرأ المقالة المفصلّة من هنا.
ختاماً
تذكّر أن الأرقام السابقة مأخوذة من إحصائيات متنوعة في بلدان مختلفة، ولا شك أنها تختلف كثيراً باختلاف النظام الصحي وجودته وتطوّره في بلدك. كما أن هذه الإحصائيات قد تصبح قديمة مع مرور الوقت، ولا شك أن طرق العلاج في تطوّر مستمر، فخذ ذلك بعين الاعتبار.
كما عليك الانتباه إلى أن الأرقام السابقة هي مجرّد إحصائيات ولا يمكن أن تحدد بدقّة المدة التي ستعيشها. وغرضها الوحيد هو رسم صورة تقريبية لمستقبل حياتك. إذ أن كثيراً من المرضى عاشوا أكثر من المدة المتوقعة. فإذا أردت معرفة المدة التي ستعيشها ونوعية حياتك خلالها فاستشر طبيبك المشرف على حالتك، فهو الأدرى بتفاصيل مرضك وخطورته على صحتك.
اقرأ أيضاً: كم سنة يعيش مريض سرطان الرئة؟
وأيضاً: كم يعيش مريض باركنسون؟ وما هي العوامل الـ9 التي تؤثر في هذه المدة
المصادر:
- Cancer Research UK-Survival
- National Brain Tumour Society-Brain Tumour Facts
وسوم المقالة