لا يعد سرطان المرارة من السرطانات الشائعة، إذ يحتل المرتبة 17 ضمن السرطانات التي تصيب الإنسان. ويبلغ احتمال إصابة أي شخص به 0.26% فقط. علماً أن هذه النسبة ترتفع إلى 1% عند المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية على المرارة. يصيب هذا السرطان النساء أكثر من الرجال، ويزداد احتمال إصابته مع التقدّم بالعمر. كما يعد من السرطانات الخطيرة لأنه لا يُكشف إلى في مراحل متقدمة. وقد لوحظ أن 90% من المرضى المصابين بهذا السرطان يعانون من حصيات مرارية أيضاً.
إذا كنت -أو كان أحد معارفك- مصاباً بسرطان المرارة فلا شك أن السؤال “كم يعيش مريض سرطان المرارة؟” قد خطر على بالك يوماً ما. ولذا سنحاول في هذه المقالة الإجابة عليه، ونفصّل في العوامل التي تؤثر في المدّة التي يعيشها المريض المصاب بسرطان المرارة.
كم يعيش مريض سرطان المرارة؟
يعيش 43% تقريباً من المصابين بسرطان المرارة لسنة واحدة على الأقل. ويعيش حوالي 19% منهم لخمس سنوات على الأقل. بينما يعيش ما يقارب من 15% لعشر سنوات على الأقل.
يمثّل الرقم السابق نسبة البُقيا؛ وهي احتمال البقاء على قيد الحياة لمدّة زمنيّة معيّنة. فإذا كانت نسبة البُقيا لـ5 سنوات لمرض ما هي 40%، فهذا يعني أن 40% من المصابين بهذا المرض سيكونون أحياء بعد 5 سنوات و60% منهم سيكونون قد توفوا خلال هذه السنوات الخمس.
تذكّر أن هذا لا يعني أن المصاب بهذا المرض سيعيش 5 سنوات فقط، بل إن كثيراً منهم سيعيشون أكثر من ذلك بكثير.
تختلف هذه النسبة كثيراً بين شخص وآخر. حيث تتراوح نسبة البقيا لخمس سنوات عند مريض سرطان المرارة بين 2% في أسوأ الحالات و65% في أفضل الحالات. بحيث يعيش المصابون بمرحلة متقدّمة من سرطان المرارة 2-4 أشهر فقط.
إن أهم العوامل التي تؤثّر في المدة التي يعيشها المصاب بسرطان المرارة هي مرحلة السرطان Stage وهذا ما سنفصّل فيه تالياً.
اختلاف نسب البقيا في سرطان المرارة حسب مرحلة السرطان
مرحلة السرطان هي مصطلح طبي متعارف عليه يعتمد على حجم الورم وانتشاره للعقد اللمفاوية والأعضاء الأخرى عند تشخيصه. فكلما كانت المرحلة أعلى كانَ السرطان أكثر انتشاراً وخطورةً. تزداد المرحلة مع تقدّم الوقت وتأخّر التشخيص، لذا فإن التشخيص الباكر هام لأنه يعطي المريض فترة أطول ليعيشها.
هناك عدّة أنظمة لتحديد مرحلة السرطان أشهرها المعتمد على TNM، أي المعتمد على حجم الورم T وانتشاره إلى العقد اللمفاوية N والأعضاء الأخرى M. ويتضمن هذا التصنيف خمس مراحل، مرقّمة بين المرحلة 0 والمرحلة 4.
هناك نظام آخر لتحديد مرحلة الورم ويُدعى بـSEER، ويتضمّن ثلاث مراحل فقط. وهي السرطان الموضّع، والمنتشر إلى المنطقة القريبة، والمنتشر إلى المناطق البعيدة. ذكرنا هذا التفصيل لأن بعض البلدان تستخدم التصنيف الأول المعتمد على TNM وبعضها يستخدم تصنيف الـSEER.
يصعب تشخيص سرطان المرارة بشكل باكر، وذلك لأنه لا يسبب أي أعراض حتى مرحلة متأخّرة عندما يكون الاستئصال التام للسرطان غير ممكن. ولذا فإن معدلات وفيّاته عالية، ولكن بما أنه ليس شائعاً كثيراً فإن عدد هذه الوفيات قليل نسبياً بالمقارنة مع السرطانات الأخرى.
الجدول التالي يوضّح نسب البُقيا لخمس سنوات حسب مرحلة السرطان. علماً أن 10-20% فقط من المرضى المصابين بسرطان المرارة يُشخّصون بشكل باكر عندما يكون السرطان موضعاً، وبالتالي تكون نسبة البُقيا لديهم أفضل من غيرهم.
مرحلة السرطان حسب SEER (نسبة المرضى عند تشخيصهم) | نسبة البُقيا لـ5 سنوات لهذه المرحلة |
---|---|
سرطان موضّع (10-20% من المرضى) | 65% |
سرطان منتشر إلى المنطقة القريبة (40-60% من المرضى) | 28% |
سرطان منتشر إلى أماكن بعيدة (30% من المرضى) | 2% |
كل المراحل بشكل وسطي | 19% |
العوامل الأخرى التي تؤثر في المدة التي يعيشها المصاب بسرطان المرارة
الجنس
كما أن هذا السرطان يصيب الإناث أكثر من الذكور، فإن أعداد الوفيات عندهن أعلى بقليل من الذكور، وذلك مشابه لحال سرطان القنوات الصفراوية.
العمر
يصبح من الصعب إجراء العمليات الجراحية الغازية وتطبيق العلاج الكيميائي المكثّف مع التقدّم بالعمر، كما أن مرحلة السرطان تزداد بتقدّم العمر. لذا فإن المرضى المتقدّمين بالسن هم ذوو الخطورة الأكبر للوفاة باكراً بسبب هذا السرطان. وذلك مشابه لحال بقية السرطانات.
علماً أن العمر الوسطي للإصابة بهذا السرطان هو 62-66 سنة. وأن الفئة العمرية التي تتضمّن أكبر عدد من الوفيات هي أولئك الذين يتجاوز عمرهم 90 سنة. وأن نسب البقيا هي الأعلى إذا ما شُخّصت الإصابة بسرطان المرارة بين سن الـ15 والـ49 سنة.
الصحة العامة للمريض وإصابته بالأمراض الأخرى ونظامه الغذائي
إمكانية الاستئصال التام للسرطان بالجراحة واستجابته للعلاج الكيميائي أو الشعاعي
العِرق
بعض الأسئلة الشائعة عن سرطان المرارة
لا يعيش المرضى المصابون بهذا السرطان الخطير سوى 3 أشهر وسطياً لأنه غالباً ما يكتشف السرطان في مرحلة متأخرة.
ختاماً
تذكّر أن الأرقام السابقة مأخوذة من إحصائيات متنوعة في بلدان مختلفة، ولا شك أنها تختلف كثيراً باختلاف النظام الصحي وجودته وتطوّره في بلدك. كما أن هذه الإحصائيات أُجريت بين عام 2011 و2016، ولا شك أن طرق العلاج في تطوّر مستمر، فخذ ذلك بعين الاعتبار.
كما عليك الانتباه إلى أن الأرقام السابقة هي مجرّد إحصائيات ولا يمكن أن تحدد بدقّة المدة التي ستعيشها. وغرضها الوحيد هو رسم صورة تقريبية لمستقبل حياتك. إذ أن كثيراً من المرضى عاشوا أكثر من المدة المتوقعة، بل إن البعض قد يشفى من السرطان كلياً. فإذا أردت معرفة المدة التي ستعيشها ونوعية حياتك خلالها فاستشر طبيبك المشرف على حالتك، فهو الأدرى بتفاصيل مرضك وخطورته على صحتك.
المصادر:
- Gallbladder Cancer: Statistics-American Society of Clinical Oncology
- Survival-Cancer Research UK
- Gallbladder Cancer-Medscape
وسوم المقالة