يُعد كلٌّ من الرشح والكورونا مرضَين مُعديَين يُصيبان الجهاز التنفسي، إلّا أن الفيروس المسبب للكورونا يختلف عن الفيروس المسبب للرشح. لكن أعراض الرشح تشبه كثيراً أعراض الكورونا وهذا يخلق صعوبة كبيرة في التمييز بينهما بناءً على الأعراض فقط، ولذلك يلجأ الأطباء للفحوص المخبريّة لتأكيد التشخيص. ولكن كيف يُمكن لك أن تُميّز بينهما بنفسك؟
لا شك أن المجهول لا يزال يعتري كثيراً من جوانب فيروس الكورونا المستجد، ولكن من الضروري بمكان التفريق بين الرشح والكورونا فلكل منهما طريقة علاج مختلفة عن الأخرى، كما أن لذلك أهمية من حيث تحديد الخطورة بالإضافة لضرورة العزل الذاتي في الكورونا.
ورغم أن هذين المرضين يتشاركان في كثير من الخصائص، إلا أن هناك بعض الفروق الرئيسية بينهما والتي سنعتمد عليها في مقالتنا هذه، مُركّزين على بعض الطرق البسيطة التي تُمكّنك من التفريق بينهما.
أعراض الرشح والكورونا
أوجه التشابه
للإصابة بكل من الرشح والكورونا درجاتٌ وشدّاتٌ مختلفة. فكلاهما يمكن أن يكون غير عرضي (لا تترافق الإصابة بأية أعراض)، أو أن تكون الإصابة به شديدة جداً وأحياناً قاتلة.
يمكن أن تحدث كل من الأعراض التالية في كلا المرضين:
- الحمى والقشعريرة
- السعال
- ضيق التنفس
- التعب
- ألم الحلق
- سيلان أو انسداد الأنف
- التعب العام وألم العضلات
- الصداع
- وأحياناً الإسهال والشعور بالغثيان والإقياء، ولكن هذه الأعراض أشيع في الأطفال منها في البالغين.
أوجه الاختلاف
- غالباً ما تكون أعراض الرشح أخف من أعراض الكورونا.
- يُضاف على الأعراض السابقة عند الإصابة بالكورونا فقدان حاسّة الشم أو التذوّق أو تغيّر إحداهما.
- وبالنسبة لشدّة الإصابة، فإن 80% من المصابين بالكورونا تكون إصابتهم خفيفة أو لا عرضية إطلاقاً و15% منهم تكون إصابتهم شديدة و5% تكون خطيرة وتتطلب تهوية آلية بالمنفسة. تكون هذه الأرقام في الرشح أقل مما هي في الكورونا.
- أما من ناحية معدّل الوفيات فهو في الكورونا 3-4% من المصابين، وفي الرشح لا يتجاوز 0.1%. يُجدر بالذكر أن هذه الأرقام تتغيّر كثيراً باختلاف القدرة على الوصول إلى الرعاية الطبية وانتشار اللقاح وسرعة انتشار الفيروس وغيرها.
فترة الحضانة الخالية من الأعراض في الرشح والكورونا
أوجه التشابه
لكل من الرشح والكورونا فترة حضانة؛ وهي الفترة بين العدوى بالفيروس وظهور الأعراض. ففي هذين المرضين لا تظهر الأعراض إلا بعد مضي يوم واحد على الأقل من التماس مع شخص مصاب.
أوجه الاختلاف
يكمن الفرق بين المرضين في مدة الفترة الفاصلة بين العدوى وظهور الأعراض؛ فهي أطول في الكورونا منها في الرشح. لهذه الفترة أهمية كبيرة في التمييز بين المرضين. إذ يُمكنك حساب الفترة الفاصلة بين تماسك مع شخص تعتقد أنه مصاب وظهور الأعراض.
- تظهر الأعراض في الرشح بعد 1-4 أيام من العدوى.
- بينما في الكورونا تظهر الأعراض وسطياً بعد 5 أيام من العدوى، رغم أن فترة الحضانة يُمكن أن تمتد عموماً بين 2-14 يوماً.
الفترة التي يمكن فيها للمُصاب بالرشح والكورونا أن ينقل العدوى للآخرين
أوجه التشابه
يُمكن للمصاب بأي من الرشح والكورونا أن ينقل العدوى للآخرين حتى قبل أن تظهر الأعراض. يتوافق طول هذه الفترة مع المدة التي يجب أن يعزل المصاب فيها نفسه عن الآخرين ليتجنّب نقل العدوى إليهم.
أوجه الاختلاف
يكمن الاختلاف أيضاً في مدة هذه الفترة، فهي أطول في الكورونا.
- في الرشح يمكن للشخص أن يكون معدياً قبل يوم واحد من ظهور الأعراض. وتستمر هذه الفترة طيلة الأيام الـ3-4 الأولى من ظهور الأعراض، لكنها يُمكن أن تستمر حتى اليوم السابع من ذلك. يُمكن لذوي الجهاز المناعي الضعيف والأطفال أن تطول هذه الفترة عندهم أكثر من غيرهم.
- أما في الكورونا فرغم قلّة المعلومات بهذا الخصوص، إلّا أنه يعتقد أن المُصاب يمكن أن ينقل العدوى قبل يومين من ظهور الأعراض، وحتى اليوم العاشر على الأقل بعد ظهور الأعراض أو من ظهور نتيجة المسحة الإيجابية إذا كانت الإصابة بدون ظهور أي أعراض.
طرق انتقال العدوى بالرشح والكورونا
أوجه التشابه
كلا المرضين ينتقلان من إنسان إلى آخر عن طريق القطيرات التنفسية التي تنتشر حتى مسافة مترين عند السعال والعطاس وحتى الكلام. يُمكن أن تنتقل العدوى أيضاً عن طريق المصافحة وغيرها من طرق التلامس مع المصابين. كما يُمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق التماس مع الأسطح الملوثة به ونقله إلى العينين أو الأنف أو الفم أو الأغشية المخاطية.
أوجه الاختلاف
العدوى بالكورونا أسرع وأشد من الرشح.
الأشخاص المعرضين للأشكال الشديدة من الإصابة بالرشح والكورونا
أوجه التشابه
تحدث الأشكال الشديدة وتشيع اختلاطات هذين المرضين في مجموعات محددة من الأشخاص وهي:
- المسنين
- الذين يعانون من أمراض أخرى مرافقة من البالغين والأطفال
- الحوامل
أوجه الاختلاف
- يحمل الأطفال السليمين خطورة أكبر للإصابة بالأشكال الشديدة من الرشح.
- بينما يحمل الأطفال السليمون في الكورونا احتمالاً أقل للإصابة بالأشكال الشديدة من هذا المرض. في حين أن واحداً فقط من الاختلاطات الخطيرة للكورونا (وهو المتلازمة الالتهابية متعددة الأجهزة MIS-C) أشيع عند الأطفال من غيرهم.
- بينما يكون احتمال إصابة الأطفال بالكورونا أقل من البالغين، وتنتقل لهم العدوى من البالغين عكس الرشح.
اختلاطات الرشح والكورونا
أوجه التشابه
قد تحدث الاختلاطات التالية في كل من المرضين:
- ذات الرئة
- القصور التنفسي
- متلازمة الضائقة التنفسية الحادة ARDS (وجود سوائل في الرئتين)
- إنتان الدم
- إصابة قلبية (ذبحة قلبية أو احتشاء)
- قصور أعضاء متعدد (قصور تنفسي أو كلوي أو صدمة)
- تدهور حالة مرضية موجودة سابقاً (مرض قلبي أو رئوي أو سكري أو عصبي سابق)
- التهاب القلب أو الدماغ أو العضلات
- إنتان جرثومي ثانوي
أوجه الاختلاف
- يُشفى معظم المصابين بالرشح خلال عدة أيام (لا تتجاوز الأسبوعين). يعاني القلّة فقط من أحد المضاعفات المذكورة أعلاه.
- قد يعاني المصابون بالكورونا من اختلاطين إضافيين عن الرشح، وهما تَشكُّل الخثرات في الأوعية الدقيقة في الرئتين والقلب والساقين والدماغ والمتلازمة الالتهابية متعددة الأجهزة عند الأطفال MIS-C.
علاج الرشح والكورونا
أوجه التشابه
لا حاجة – في كلا المرضين – إلّا لعلاج الحالات الشديدة والتي تترافق مع اختلاطات ثانوية والمصابين ذوي الخطورة العالية، وفي بعض هذه الحالات يكون العلاج في المستشفى.
في حين تقتصر المعالجة في الحالات الخفيفة على معالجة الأعراض بالمسكنات وغيرها.
أوجه الاختلاف
- للرشح الشديد علاجٌ مثبت ومُطبّق في جميع أنحاء العالم وهو أصناف محددة من الأدوية المضادة للفيروسات. كما أن له لقاحاً يتجدد سنوياً ويعطى للفئات عالية الخطورة. وهو متاحٌ في الصيدليات لمن يرغب بتلقيح نفسه من غيرهم.
- بينما لا يوجد علاجٌ مثبت للكورونا حتى الآن. رغم أن أحد الأدوية المضادة للفيروسات (يدعى بالريمدسيفير remdesivir) يستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. كما لا يوجد لقاح للكورونا حتى الآن.
المصدر: موقع مركز مكافحة الأمراض CDC ومنظمة الصحة العالمية WHO.
اقرأ المقالة التالية للاطلاع على التعليمات التي يجب عليك اتباعها عندما تشك بإصابتك.
وإذا كنت مصاباً فعلاً فاعرف إلى متى يُحتّم عليك تطبيق العزل ومتى يُمكنك العودة لحياتك الاجتماعية السابقة.
وإذا كنت تشك بإصابتك فيُمكنك التعرّف على كافة التفاصيل المتعلّقة بـالحجر الصحي ومدته.
وسوم المقالة
زادك الله علما أبو عمارة
مو الأصح أن المقارنة بين الأنفلونزا و الكورونا ؟؟
لأن هناك فرق بين الرشح و الأنفلونزا
سلمك الله
كلامك صحيح كلياً علمياً، الأفضل أن تكون المقارنة بين الرشح والكورونا.
ولكنني أضفت كلمة “إنفلونزا” في العنوان لأن البعض يخلطون بين الرشح وبينها ولذلك ذكرت كلا الكلمتين.
بكل الأحوال حذفت الكلمة منعاً للالتباس وتحقيقاً للسلامة العلميّة.
شكراً جزيلاً أخي أبو جلال على ملاحظتك القيّمة