يعد سرطان الثدي أشيع السرطانات التي تُصيب الإناث، بحيث تُصاب به 2 مليون أنثى سنوياً. ويُقدّر أن 13% من النساء سيصابون في فترة من فترات حياتهم بهذا السرطان. ولكن كم سنة تعيش المريضة المصابة بسرطان الثدي؟
يُمكن لسرطان الثدي أن يُصيب الرجال، إذ أن 1% من حالات سرطان الثدي تكون في الذكور. يكون سرطان الثدي عند الرجال أكثر خباثةً غالباً، بحيث يؤدي للوفاة في ربع الحالات تقريباً.
على الرغم من أن معدل الإصابة بسرطان الثدي ازداد قليلاً في السنوات الأخيرة، إلّا أن نسبة الوفيات به انخفضت كثيراً بفضل الكشف المبكر عنه. كما يمكن الشفاء تماماً من بعض حالات سرطان الثدي وهذا ما سنعرفه مع نهاية هذه المقالة.
كم سنة تعيش المريضة المصابة بسرطان الثدي؟
إن 90% من المريضات المصابات بسرطان الثدي يعشن 5 سنوات على الأقل، و84% يعشن 10 سنوات، و80% منهن يعشن 15 سنة، وذلك بغض النظر عن مرحلة الورم وبغض النظر عن طريقة علاج السرطان.
فمرحلة الورم (أو Stage) هي مفهوم طبي لتقسيم درجات السرطان، وهي تعتمد على مجموعة من العوامل مثل سرعة نمو السرطان ودرجة خباثته وحجمه وانتشاره وغيرها. فكلّما كانت مرحلة السرطان أعلى انخفضت المدة التي يُتوقّع أن تعيشها المريضة.
تزداد المرحلة عموماً مع مضي الوقت، ولذا فإن اكتشاف الورم بشكل مبكّر يزيد من فرص الشفاء التام. وعموماً فإن نسبة النساء اللاتي يبقين على قيد الحياة بعد 5 سنوات من تشخيصهن بسرطان الثدي موضحة في الجدول حسب مرحلة السرطان.
مرحلة السرطان | نسبة اللاتي يبقين على قيد الحياة بعد 5 سنوات |
المرحلة الأولى Stage I | 100% |
المرحلة الثانية Stage II | 93% |
المرحلة الثالثة Stage III | 72% |
المرحلة الرابعة Stage IV | 22% |
فالمرحلة الأولى Stage I: هي التي يكون الورم فيها متوضعاً في الثدي فقط وصغيراً. إذ يُقدّر أن 62% من حالات سرطان الثدي تكون في هذه المرحلة عند تشخيصها.
والمرحلة الثانية Stage II: يكون فيها حجم الورم أكبر من 2 سم، أو أنه انتشر إلى العقد اللمفاوية الموجودة تحت الإبط.
أما المرحلة الثالثة Stage III: فيكون فيها الورم قد انتشر إلى الجلد، أو جدار الصدر، أو إلى أكثر من عقدة لمفاوية في الثدي وحوله.
والمرحلة الرابعة Stage IV: وهنا يكون الورم قد انتشر إلى أعضاء بعيدة، كالرئتين أو العظام أو الكبد. اقرأ هذه المقالة التفصيلية عن سرطان الثدي المرحلة الرابعة ونسبة البقيا فيه.
كم يعيش الرجال المصابون بسرطان الثدي؟
كما ذكرنا يكون سرطان الثدي أكثر خباثةً عند الرجال من النساء، ولذلك فإن معدل البقاء لديهم يكون أقل، وهو موضّح في الشكل التالي:
معدلات البقاء حسب العمر
يزداد احتمال حدوث سرطان الثدي مع التقدّم بالعمر. ويُقدّر المعهد الوطني للسرطان NCI أن 2% فقط من المصابين بسرطان الثدي كانوا دون سن الـ35 سنة. وعموماً فإن متوسّط أعمار النساء عند تشخيصهم بهذا السرطان هو 62 سنة.
وإليكم هذا المخطط الذي يوضّح أعمار المصابات بسرطان الثدي عند وفاتهن بسبب هذا السرطان.
معدّلات البقاء حسب العِرق
تعد النساء ذوات البشرة البيضاء أكثر الفئات عرضة للإصابة بسرطان الثدي، يليهم السود، ومن ثم الآسيويات، ومن ثم ذوات الأصل الإسباني واللاتينيات وغيرهم.
أما نسب الوفيات والبقاء فتختلف عن ذلك، وتختلف أيضاً حسب العرق. فالنساء ذات البشرة السوداء هم أكثر عرضةً للوفاة من سرطان الثدي، وذوات البشرة البيضاء هم الأقل عرضة للوفاة.
قد يكون ذلك ناتجاً عن انتشار الفقر، وعدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الطبيّة، وعوامل اقتصادية واجتماعية أخرى.
العوامل التي تؤثر على معدلات البقاء في سرطان الثدي
- أهم عامل على الإطلاق هو إذا كان الورم قد انتشر إلى أعضاء أخرى أم لا.
- كلّما تأخر كشف السرطان ارتفع احتمال الوفاة به.
- بعض أنواع السرطان أكثر خباثةً من غيرها، وخاصة السلبي الثلاثي TNBC. فهذا النوع أكثر عرضةً للانتشار والنكس.
- النساء ذوات البشرة السوداء أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع الخبيث.
كيف يمكن تحسين معدل البقيا من سرطان الثدي
أهم الطرق هي الكشف المُبكّر عن سرطان الثدي. ويتم ذلك عن طريق:
- الفحص الذاتي لتشخيص سرطان الثدي باكراً من قبل المرأة ذاتها، وذلك بجس الثدي أثناء الاستحمام شهرياً.
- الفحص من قبل طبيب مختص.
- التصوير بالماموغرافي. وتقوم بعض الدول بإجراء صورة سنوية بالماموغرافي بعد سن الـ45 سنة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي، وذلك للنساء الذين لديهم تأهب وراثي أو عائلي قوي للإصابة بسرطان الثدي، أي أن أحد أفراد عائلتهن مصاب بهذا السرطان.
- التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو).
أخيراً يجب أن نذكر أن كل الأرقام السابقة هي إحصائيات عامةـ وتختلف هذه الأرقام حسب كل حالة. إذ تختلف حالة كل مريض عن غيره، لذا من الضروري التحدث مع الطبيب بهذا الخصوص.
بعض الأسئلة الشائعة عن سرطان الثدي ونسب البقيا والشفاء
تختلف نسبة الشفاء عن نسبة البقيا تماماً. فنسبة الشفاء تشير إلى نسبة الأشخاص الذين استئصل لديهم الورم كاملاً ولن يعود في المستقبل إطلاقاً، أي أنهم شفوا تماماً من السرطان. وهذا يحدث عادةً إذا اكتشف السرطان في مرحلة مبكرة. ولكن الشفاء التام غير مضمون تماماً في سرطان الثدي، ولذلك فإن الأرقام التالية غير حاسمة، ولا يمكن الجزم دوماً بأن السرطان لن يعود.
تعتبر المريضة المصابة بسرطان الثدي شافيةً كلياً تقريباً إذا مضى 15-20 سنة على تشخيص حالتها وعلاجها من دون أن يعود السرطان أو ينكس.
– وهذا يحدث في أكثر من 85-98% من حالات سرطان الثدي المشخصة في المرحلة الأولى Stage I. وتتناقص هذه النسبة مع تقدم المرحلة.
– أما بالنسبة لسرطان الثدي الالتهابي فقد كان يعد أخطر أنواع سرطان الثدي ولكن مع تقدم طرق العلاج فقد وصلت نسبة البقيا لخمس سنوات إلى 40% ويحدث الشفاء التام تقريباً عند ثُلث المرضى.
– أما سرطان الثدي الذي انتقل خارجه فنسبة الشفاء منه عموماً هي 3% فقط، إلا عند تطبيق طرق العلاج الحديثة الجهازية فتصل إلى 24-30% عند مرضى محددين بعينهم.
قد تصل نسبة الشفاء في المرحلة الثالثة أو عند المرضى الذين انتشر عندهم السرطان إلى أكثر من عقدة لمفاوية إلى 30-40%.
يوجد احتمالٌ للإصابة بسرطان الثدي أثناء الرضاعة، ولكنه احتمال ضئيل. حيث تُشكّل النساء المُرضعات 3% فقط من حالات الإصابة بسرطان الثدي. اقرأ المزيد من خلال هذه المقالة.
في الحقيقة فإن سرطان الثدي بحد ذاته لا يسبب تساقط الشعر. وإنما ينتج ذلك عن بعض طرق علاجه. تعرّف على المزيد هنا.
إن ارتفاع مستويات هرمون الأستروجين عن مستواها الطبيعي بعد سن اليأس يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي للضعف تقريباً. بينما ارتفاعها قبل سن اليأس فيزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي بشكل طفيف فقط. اقرأ المزيد في هذه المقالة.
لا تحمل معظم كتل الثدي الحميدة أي خطورة للتحوّل لسرطان خبيث. حيث تُعد الأورام الليفية الغدية وكيسات الثدي أشيع الكتل الحميدة في الثدي، حيث تُشكل تقريباً 75% منها، ومن المستحيل تقريباً أن يتحوّل هذان النوعان من الكتل لسرطان الثدي الخبيث. ولكن هناك بعض الأنواع الأخرى من أورام الثدي الحميدة التي يمكن في أحيان قليلة أن تتحوّل لسرطان خبيث. للمزيد اضغط هنا.
من المستحيل تقريباً أن يتحوّل خراج الثدي إلى سرطان عند النساء المُرضعات. أما عند غير المُرضعات فهناك احتمال ضئيل للإصابة بأحد أنواع سرطان الثدي، وهو سرطان الثدي الالتهابي. المزيد في هذه المقالة المفصّلة.
تعيش النساء المصابات بالمرحلة الرابعة من سرطان الثدي وسطياً 3 سنوات. بينما لا تتمكّن سوى 22% من المصابات بهذه المرحلة من سرطان الثدي من البقاء على قيد الحياة لـ5 سنوات أو أكثر. أي أن أقل من ربع المريضات فقط سيكن على قيد الحياة بعد 5 سنوات.
المصدر: HealthLine
وسوم المقالة
اسلام عليكم اني عمري 17سنة وعندي ورم بل جهة ليسار بس هل من لممكن يكون مرض سرطان وشنو لأعراض
وعليكم السلام
الطريقة الوحيدة المؤكدة للتمييز بين الورم الحميد والسرطان الخبيث هو عن طريق أخذ خزعة منه ومن ثم فحصها تحت المجهر بالتشريح المرضي، وهذا ما يقوم به الجرّاح بالتعاون مع طبيب التشريح المرضي.
لكن عموماً يمكن القول أن الورم الحميد ينمو فقط في الثدي، بينما ينتشر السرطان الخبيث إلى أعضاء أخرى كالرئتين وغيرها.
كما يكون الورم الحميد في الثدي غالباً طرياً وذو حدود واضحة ويمكن تحريكه بالأصبع تحت الجلد، بينما يكون السرطان الخبيث قاسياً وحدوده غير واضحة وغير متحرّك.
كما يؤدي السرطان الخبيث في بعض الأحيان لتشوّه في شكل الحلمة أو انقلابها، أو تشوّهاً في الجلد بحيث يحتوي على نقاط منخفضة صغيرة، أو يؤدّي لخروج سائل ومفرزات دموية من الحلمة.