يحدث سرطان الفم والبلعوم عادةً في الأعمار المتقدمة، ولكنّه قد يحدث أيضاً عند الشباب. وتتضمن أسبابه التدخين الذي يعد السبب الأهم بما في ذلك مضغ حبوب التبغ التي يستخدمها المدخنون للإقلاع عنه. بالإضافة إلى شرب الكحول، والإصابة بالفيروس الحليمومي البشري HPV (والذي يسبب أيضاً سرطان عنق الرحم وينتقل عن طريق الجنس). ولذلك فإن هذا السرطان يصيب الذكور أكثر من الإناث. وتكمن خطورة هذا السرطان في تأخّر كشفه لعدم إحداثه أي أعراض.
سنجيب في هذه المقالة عن السؤال الذي يخطر على بال الكثيرين من المصابين بسرطان الفم والبلعوم -أو أقربائهم- وهو “كم يعيش مريض سرطان الفم؟”. وسنختم بالعوامل التي تؤثر في المدة التي تعيشها المريضة المصابة بهذا السرطان.
كم يعيش مريض سرطان الفم؟
يعيش وسطياً 64% من المصابين بسرطان الفم 5 سنوات على الأقل. وهذا لا يعني أن المريض سيعيش 5 سنوات فقط، بل إن الكثيرين سيعيشون أكثر من ذلك بكثير. ولكن يعني ذلك أن 64% من المصابين سيكونون على قيد الحياة بعد مضي 5 سنوات على تشخيصهم، بينما سيتوفى 36% منهم خلال هذه السنوات الخمس.
يمثّل الرقم السابق نسبة البُقيا؛ وهي احتمال البقاء على قيد الحياة لمدّة زمنيّة معيّنة. فإذا كانت نسبة البُقيا لـ5 سنوات لمرض ما هي 40%، فهذا يعني أن 40% من المصابين بهذا المرض سيكونون أحياء بعد 5 سنوات و60% منهم سيكونون قد توفوا خلال هذه السنوات الخمس.
تختلف نسبة البقيا كثيراً بين شخص وآخر. إذ أن هناك الكثير من العوامل التي تؤثر في المدة التي يعيشها المصاب بأحد سرطانات الفم والبلعوم، وهذا ما سنفصّل فيه تالياً.
العوامل التي تؤثر في المدة التي يعيشها المصاب بسرطان الفم
1- مرحلة السرطان
تمثّل مرحلة السرطان Stage مصطلحاً طبياً متعارفاً عليه بين الأطباء. يصنّف الأطباء من خلاله الأورام حسب خطورتها. فكلما كانت المرحلة أعلى كانَ السرطان أكثر انتشاراً وخطورةً. وهناك خمس مراحل مرقّمة بين 0 و4. تزداد المرحلة مع تقدّم الوقت وتأخّر التشخيص، لذا فإن التشخيص الباكر هام لأنه يعطي المريض فترة أطول ليعيشها.
يعتمد تحديد مرحلة الورم على حجمه وانتشاره للعقد اللمفاوية وغزوه للأعضاء الأخرى عند تشخيصه. وهكذا تعد المرحلة الرابعة أخطر مراحل السرطان وأكثرها إحداثاً للوفيّات.
يتأخّر عادةً تشخيص سرطانات الفم، وذلك لأنها لا تسبب الكثير من الأعراض، وبالتالي لا ينتبه لها المريض إلا بشكل متأخر، أو قد يكشفها طبيب الأسنان أثناء زيارة دورية له. ولذا فأن الزيارات الدورية مرتين سنوياً لطبيب الأسنان مفيدة بهذا الخصوص. وعموماً فإن كل قرحة فموية لا تزول خلال 14 يوم يجب أن تكون مدعاة للشك.
29% من حالات سرطان الفم تكشف باكراً عندما تكون في المرحلة 1. بينما معظم الحالات (نصفها تقريباً) تكشف عندما يكون السرطان في المرحلة 2 أو 3. وتبقى 21% من الحالات تكتشف بعد أن ينتشر السرطان ويصبح في المرحلة 4 المتأخرة جداً.
2- موقع السرطان
ونسبة البقيا لـ5 سنوات حسب موقع السرطان ومرحلته كالتالي:
مرحلة السرطان | الشفة | اللسان | أرضية الفم | البلعوم | كل السرطانات بشكل عام |
---|---|---|---|---|---|
موضّع غير منتشر (المرحلة 1 أو 2) | 94% | 82% | 76% | 62% | 85% |
منتشر إلى المنطقة القريبة ( المرحلة 3) | 66% | 68% | 38% | 57% | 67% |
منتشر إلى المنطقة البعيدة (المرحلة 4) | 32% | 40% | 40% | 29% | 40% |
كل السرطانات بغض النظر عن المرحلة | 92% | 67% | 51% | 49% | 64% |
وهكذا نرى أن أفضل السرطانات هي سرطانات الشفة إذا اكتشفت باكراً، وأسوأها هي سرطانات البلعوم لأنه يتأخر كشفها.
أما بالنسبة لسرطانات الفم الأخرى كتلك الموجودة في اللثة أو في الحنك وغيرها فإن نسبة البقيا لـ5 سنوات فيها هي 60% تقريباً وذلك بغض النظر عن مرحلتها.
3- نوع السرطان
هناك عدّة أنواع من سرطانات الفم تختلف في نوع الخلايا التي تشكلها. وتتضمن السرطان شائك الخلايا SCC وهو الأشيع والأقل خطورة، وسرطان الغدد اللعابية وهو أندر وأكثر خطورة.
4- درجة خباثة الخلايا السرطانية
5- الجنس
السرطان أشيع عند الذكور وأخطر بقليل عند الإناث. فنسبة البقيا لـ5 سنوات عند الرجال 63.4% وعند الإناث 58.3%
6- تكون نسب البقيا أعلى إذا كان سبب السرطان فيروس الـHPV
7- يقلل الاستمرار بالتدخين وشرب الكحول من نسب البقيا
8- الصحة العامة للشخص وعمره
9- العلاج المستخدم واستجابة الجسم له
بعض الأسئلة الشائعة عن سرطان الفم
تختلف نسبة الشفاء عن نسبة البقيا تماماً. فنسبة الشفاء تشير إلى نسبة الأشخاص الذين استئصل لديهم الورم كاملاً ولن يعود في المستقبل إطلاقاً، أي أنهم شفوا تماماً من السرطان. وهذا لا يحدث إلا إذا كان السرطان قد اكتشف في مرحلة مبكرة.
وتكون نسبة الشفاء في سرطان اللسان أعلى إذا كان سبب السرطان فيروس الـHPV وخاصةً إذا كان في المرحلة 1، وهي تزيد عموماً عن 29%.
ختاماً
تذكّر أن الأرقام السابقة مأخوذة من إحصائيات متنوعة في بلدان مختلفة، ولا شك أنها تختلف كثيراً باختلاف النظام الصحي وجودته وتطوّره في بلدك. كما أن هذه الإحصائيات قد تصبح قديمة مع مرور الوقت، ولا شك أن طرق العلاج في تطوّر مستمر، فخذ ذلك بعين الاعتبار.
كما عليك الانتباه إلى أن الأرقام السابقة هي مجرّد إحصائيات ولا يمكن أن تحدد بدقّة المدة التي ستعيشها. وغرضها الوحيد هو رسم صورة تقريبية لمستقبل حياتك. إذ أن كثيراً من المرضى عاشوا أكثر من المدة المتوقعة. فإذا أردت معرفة المدة التي ستعيشها ونوعية حياتك خلالها فاستشر طبيبك المشرف على حالتك، فهو الأدرى بتفاصيل مرضك وخطورته على صحتك.
المصادر:
- American Cancer Society-Survival Rates for Oral Cavity and Oropharyngeal Cancer
- American Society of Clinical Oncology (ASCO)-Oral and Oropharyngeal Cancer: Statistics
- Canadian Cancer Society-Survival statistics for oral cancer
- NIDCR–Oral Cancer 5 Year Survival Rates by Race, Gender, and Stage of Diagnosis
الوسوم