يعد سرطان القولون ثالث أشيع سرطان في العالم. وهو أيضاً ثاني أكثر سرطان إحداثاً للوفيات بعد سرطان الرئة. كما يعد أكثر شيوعاً في البلدان المتقدمة. ويصيب غالباً الأشخاص الذين تجاوزا سن الـ50 سنة. وتعد المرحلة الرابعة أعلى المراحل وأخطرها، فهي تعني أن السرطان قد انتشر إلى أعضاء أخرى خارج القولون.
سنجيب في هذه المقالة عن السؤال الذي يخطر على بال الكثيرين من المصابين بسرطان القولون -أو أقربائهم- وهو “كم يعيش مريض سرطان القولون المرحلة الرابعة؟”. وسنشير أيضاً إلى متوسط المدة التي يعيشها مريض سرطان القولون في باقي مراحله، موضّحين معنى أن يكون السرطان في المرحلة الرابعة. وسنتحدث عن العوامل التي تؤثر بالمدة التي يعيشها المصاب بهذا السرطان الخطير، ونختتم بنسب الشفاء التام من هذا السرطان.
كم يعيش مريض سرطان القولون المرحلة الرابعة؟
يعيش المرضى المصابون بالمرحلة الرابعة من سرطان القولون وسطياً 5-9 أشهر عند الالتزام بالعلاج الكيميائي، إلا أن هذا الرقم قد يرتفع إلى 12-19 شهراً في حال إمكانية استخدام الأدوية الحديثة وتوافرها. أما احتمال البقاء على قيد الحياة بعد مضي 5 سنوات فلا يتجاوز 14% عموماً.
إلا أن هناك استثناءات واختلافات كبيرة في هذه الأرقام بين شخص وآخر. وهناك الكثير من العوامل التي تؤثر في المدة التي يعيشها المصاب بهذا السرطان. وأهمها مرحلة السرطان أو Stage.
ما هي مرحلة السرطان؟ وما هي المرحلة الرابعة منه تحديداً
تمثّل مرحلة السرطان Stage مصطلحاً طبياً متعارفاً عليه بين الأطباء. يصنّف الأطباء من خلاله الأورام حسب خطورتها. فكلما كانت المرحلة أعلى كانَ السرطان أكثر انتشاراً وخطورةً. وهناك خمس مراحل مرقّمة بين 0 و4. تزداد المرحلة مع تقدّم الوقت وتأخّر التشخيص، لذا فإن التشخيص الباكر هام لأنه يعطي المريض فترة أطول ليعيشها.
يعتمد تحديد مرحلة الورم على حجمه وانتشاره للعقد اللمفاوية وغزوه للأعضاء الأخرى عند تشخيصه. وتعد المرحلة الرابعة أخطر مراحل السرطان وأكثرها إحداثاً للوفيّات.
ويكون سرطان القولون في المرحلة الرابعة إذا كان قد انتشر خارج البؤرة الأولية في القولون، أي أنه غزا أعضاء أخرى. وينتقل سرطان القولون غالباً إلى الكبد، لكنه يمكن أن ينتقل إلى الرئتين أو الدماغ أو البريتوان.
يذكر أن 22% من الأشخاص الذين يُشخّص لديهم سرطان القولون يكونون عند التشخيص بالمرحلة الرابعة.
تعد المرحلة الرابعة من سرطان القولون غير قابلة للشفاء. أي أن العلاجات المستخدمة في هذه المرحلة تهدف فقط إلى إطالة المدة التي سيعيشها المريض وتخفيف أعراضه وتحسين نوعية حياته، ولكنها لا يمكن أن تشفي من السرطان تماماً.
نسبة ومتوسط البقيا في المرحلة الرابعة من سرطان القولون
كما ذكرنا في البداية فإن المرضى المصابون بهذه المرحلة يعيشون 5-9 أشهر وسطياً. وقد ترتفع إلى 12 شهراً أو حتى 19 شهراً عند استخدام الأدوية الحديثة.
هذا الرقم يمثّل متوسّط البقيا وهي المدة الوسطيّة التي يعيشها المصابون بمرض ما. فإذا كان متوسّط البُقيا لمرض ما 3 سنوات، فهذا يعاني أن 50% من المصابين بهذا المرض سيكونون على قيد الحياة بعد 3 سنوات و50% سيكونون قد توفوا خلال هذه السنوات الثلاث.
بينما تبلغ نسبة البقيا لسنة واحدة 43.9%، وهذا يعني أن 43.9% من المرضى المصابين بهذه المرحلة يعيشون سنة واحدة على الأقل. ولا تتجاوز نسبة البقيا لخمس سنوات 14% فقط.
يمثّل الرقم السابق نسبة البُقيا؛ وهي احتمال البقاء على قيد الحياة لمدّة زمنيّة معيّنة. فإذا كانت نسبة البُقيا لـ5 سنوات لمرض ما هي 40%، فهذا يعني أن 40% من المصابين بهذا المرض سيكونون أحياء بعد 5 سنوات و60% منهم سيكونون قد توفوا خلال هذه السنوات الخمس.
تذكّر أن هذا لا يعني أن المصاب بهذا المرض سيعيش 5 سنوات فقط، بل إن كثيراً منهم سيعيشون أكثر من ذلك
وبالنسبة للمراحل الأخرى من سرطان القولون فنسب البقيا كالتالي:
يعيش 90% من المصابين بالمرحلة الأولى من سرطان القولون 5 سنوات على الأقل.
بينما يعيش 80% من المصابين بالمرحلة الثانية 5 سنوات على الأقل.
ويعيش 70% من المصابين بالمرحلة الثالثة 5 سنوات على الأقل.
العوامل التي تؤثر في المدة التي يعيشها مريض سرطان القولون المرحلة الرابعة
1- العمر
تنخفض نسب البقيا كثيراً بالتقدم بالعمر. حيث ينخفض احتمال البقاء على قيد الحياة لسنة واحدة من 64% عند المرضى الذين لا تتجاوز أعمارهم 65 سنة إلى 39% عند من تجاوزوا هذا السن.
وينخفض احتمال البقاء على قيد الحياة لـ5 سنوات من 14% عند من لم يتجاوزوا سن الـ65 سنة إلى 7.2% عند من تجاوزت أعمارهم 65 سنة.
2- الجنس
يعد سرطان القولون أشيع عند الذكور وأخطر عند الإناث. على الرغم من أن الفرق في نسب البقيا بسيطة بين الذكور والإناث.
3- إمكانية استئصال النقائل بالجراحة أو التخثير عبر الجلد أو بحقن الكحول
يمكن أن تكون الجراحة ذات فائدة في سرطان القولون المرحلة الرابعة إذا كانت توجد نقيلة واحدة إلى الكبد أو عدد قليل من النقائل. وهنا يمكن استئصالها بالجراحة أو قتلها بالتصميم عبر الأوعية. وهذا -إن أمكن استخدام هذه الطرق- يرفع نسبة البقيا من 14% إلى 40-70% لخمس سنوات.
4- الصحة العامة للمريض
5- درجة السرطان ومدى خباثته
6- في حال حدوث انسداد أو انثقاب في الأمعاء بسبب السرطان وترتفع عندها خطورته
7- في سرطان المستقيم، كلما كان أبعد عن فوهة الشرج كان أفضل
8- العرق
لحساب نسبة البقيا بدقّة يمكنك استخدام هذه الحاسبة التي ستحسب لك نسبة البقيا بعد إدخال عمر المريض عند تشخيص إصابته بسرطان القولون وجنسه وعرقه ودرجة السرطان ومرحلته.
بعض الأسئلة الشائعة عن سرطان القولون والمستقيم ونسبة الشفاء فيه
تختلف نسبة الشفاء عن نسبة البقيا تماماً. فنسبة الشفاء تشير إلى نسبة الأشخاص الذين استئصل لديهم الورم كاملاً ولن يعود في المستقبل إطلاقاً، أي أنهم شفوا تماماً من السرطان. وهذا لا يحدث إلا إذا كان السرطان قد اكتشف في مرحلة مبكرة.
تذكر بعض المصادر أن نسبة الشفاء تبلغ 53% وسطياً، ولكن ذلك يختلف كثيراً حسب مرحلة السرطان. حيث تكون أعلى من هذا بكثير وقد تصل إلى 80% عند اكتشاف السرطان في المرحلة الأولى Stage I. بينما لا تتجاوز 10% في المراحل المتقدمة.
لذلك لا توجد قاعدة وأرقام ثابتة، بل يختلف ذلك كثيراً من شخص إلى آخر لذلك عليك استشارة طبيبك فهو أدرى بتفاصيل حالتك.
من النادر عموماً أن يحدث الشفاء في هذه المرحلة. فقط قلّة قليلة من المرضى المصابين بأفضل أنواع المرحلة الرابعة (حيث تكون النقائل محصورة في الكبد وفي جزء محدد منه فقط، وعددها أقل من 4، وقطرها أقل من 5 سم، ولم ينكس السرطان خلال الأشهر الستة التالية للعمل الجراحي) يمكن لهؤلاء أن يحدث الشفاء عندهم بنسبة 24-40% بعد العمل الجراحي والعلاج الكيميائي المتمم. ولكن هذه الفئة صغيرة حقاً.
أخيراً
تذكّر أن الأرقام السابقة مأخوذة من إحصائيات متنوعة في بلدان مختلفة، ولا شك أنها تختلف كثيراً باختلاف النظام الصحي وجودته وتطوّره في بلدك. كما أن هذه الإحصائيات قد تصبح قديمة مع مرور الوقت، ولا شك أن طرق العلاج في تطوّر مستمر، فخذ ذلك بعين الاعتبار.
كما عليك الانتباه إلى أن الأرقام السابقة هي مجرّد إحصائيات ولا يمكن أن تحدد بدقّة المدة التي ستعيشها. وغرضها الوحيد هو رسم صورة تقريبية لمستقبل حياتك. إذ أن الكثير من المرضى عاشوا أكثر من المدة المتوقعة. فإذا أردت معرفة المدة التي ستعيشها ونوعية حياتك خلالها فاستشير طبيبك المشرف على حالتك، فهو الأدرى بتفاصيل مرضك وخطورته على صحتك.
المصادر:
- Journal of Clinical Oncology-Estimating 1- and 5-year relative survival trends in colorectal cancer (CRC) in the United States: 2004 to 2014.
- Cancer Research UK-Survival
وسوم المقالة: