يحدث سرطان عنق الرحم عادةً عند النساء متوسطات العمر اللاتي يتراوح عمرهن بين 35 و44 سنة. وقد انخفضت نسبة الإصابة به بنسبة 50% منذ سبعينيات القرن الماضي بسبب إجراءات المسح الدورية للكشف الباكر عنه واستئصاله، وكذلك بسبب انتشار لقاح فيروس HPV الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية لحدوثه.
سنجيب في هذه المقالة عن السؤال الذي يخطر على بال الكثيرين من المصابين بسرطان عنق الرحم -أو أقربائهم- وهو “كم يعيش مريض سرطان عنق الرحم؟”. وسنشير أيضاً إلى نسب الشفاء التام من هذا السرطان. ونختم بالعوامل التي تؤثر في المدة التي تعيشها المريضة المصابة بهذا السرطان.
كم يعيش مريض سرطان عنق الرحم؟
تعيش أكثر من 80% من المريضات المصابات بسرطان عنق الرحم سنة واحدة على الأقل. بينما تعيش تقريباً 66% منهن 5 سنوات على الأقل. ولا يبقى إلا حوالي نصف المريضات المصابات بسرطان عنق الرحم على قيد الحياة بعد مضي 10 سنوات على تشخيصهن.
يمثّل الرقم السابق نسبة البُقيا؛ وهي احتمال البقاء على قيد الحياة لمدّة زمنيّة معيّنة. فإذا كانت نسبة البُقيا لـ5 سنوات لمرض ما هي 40%، فهذا يعني أن 40% من المصابين بهذا المرض سيكونون أحياء بعد 5 سنوات و60% منهم سيكونون قد توفوا خلال هذه السنوات الخمس.
تذكّر أن هذا لا يعني أن المصاب بهذا المرض سيعيش 5 سنوات فقط، بل إن كثيراً منهم سيعيشون أكثر من ذلك
تختلف نسبة البقيا كثيراً بين مريضة وأخرى. إذ أن هناك الكثير من العوامل التي تؤثر في المدة التي تعيشها المصابة بسرطان عنق الرحم، وهذا ما سنفصّل فيه تالياً.
العوامل التي تؤثر في المدة التي تعيشها المصابة بسرطان عنق الرحم
1- مرحلة السرطان
تمثّل مرحلة السرطان Stage مصطلحاً طبياً متعارفاً عليه بين الأطباء. يصنّف الأطباء من خلاله الأورام حسب خطورتها. فكلما كانت المرحلة أعلى كانَ السرطان أكثر انتشاراً وخطورةً. وهناك خمس مراحل مرقّمة بين 0 و4. تزداد المرحلة مع تقدّم الوقت وتأخّر التشخيص، لذا فإن التشخيص الباكر هام لأنه يعطي المريض فترة أطول ليعيشها.
يعتمد تحديد مرحلة الورم على حجمه وانتشاره للعقد اللمفاوية وغزوه للأعضاء الأخرى عند تشخيصه. وهكذا تعد المرحلة الرابعة أخطر مراحل السرطان وأكثرها إحداثاً للوفيّات.
يتم تشخيص معظم حالات سرطان عنق الرحم (44%) في مرحلة باكرة أي عندما يكون السرطان موضعاً وغير منتشر. ويعود ذلك لإجراءات المسح الدوري عند النساء في الدول الغربية.
تختلف نسب البقيا حسب مرحلة السرطان وهي كالتالي:
| مرحلة سرطان عنق الرحم | نسبة البقيا لـ5 سنوات في هذه المرحلة |
|---|---|
| سرطان موضّع (المرحلة 1) | 92% |
| سرطان منتشر إلى المنطقة القريبة (المرحلة 2 و3) | 58% |
| سرطان منتشر إلى المنطقة البعيدة (المرحلة 4) | 17% |
| كل المراحل مجتمعةً | 66% |
2- العمر عند كشف السرطان
إذا كان العمر متقدماً عند تشخيص السرطان فهذا يقلل نسب البقيا. وغالباً ما يتأخر التشخيص إذا كانت الامرأة لا تجري المسحات الدورية المنصوح بها.
3- نوع السرطان
4- درجة خباثة الخلايا السرطانية
5- التدخين يقلل من نسب البقيا
6- الصحة العامة للمريضة وممارستها للرياضة وتغذيتها الجيدة
7- إمكانية إجراء استئصال تام للرحم واستخدام طرق العلاج الأخرى واستجابة المريضة لها
بعض الأسئلة الشائعة عن سرطان عنق الرحم ونسب الشفاء فيه
تختلف نسبة الشفاء عن نسبة البقيا تماماً. فنسبة الشفاء تشير إلى نسبة الأشخاص الذين استئصل لديهم الورم كاملاً ولن يعود في المستقبل إطلاقاً، أي أنهم شفوا تماماً من السرطان. وهذا لا يحدث إلا إذا كان السرطان قد اكتشف في مرحلة مبكرة.
ولذلك فإن نسبة الشفاء تكون أعلى في المرحلة 1 من السرطان حيث تبلغ 80-95%. وتنخفض إلى 40-60% في بعض الحالات من المرحلة 2 و3. بحيث يكون من الصعب حقاً حدوث الشفاء التام عند انتشار السرطان.
ختاماً
تذكّر أن الأرقام السابقة مأخوذة من إحصائيات متنوعة في بلدان مختلفة، ولا شك أنها تختلف كثيراً باختلاف النظام الصحي وجودته وتطوّره في بلدك. كما أن هذه الإحصائيات قد تصبح قديمة مع مرور الوقت، ولا شك أن طرق العلاج في تطوّر مستمر، فخذ ذلك بعين الاعتبار.
كما عليك الانتباه إلى أن الأرقام السابقة هي مجرّد إحصائيات ولا يمكن أن تحدد بدقّة المدة التي ستعيشها. وغرضها الوحيد هو رسم صورة تقريبية لمستقبل حياتك. إذ أن كثيراً من المرضى عاشوا أكثر من المدة المتوقعة. فإذا أردت معرفة المدة التي ستعيشها ونوعية حياتك خلالها فاستشر طبيبك المشرف على حالتك، فهو الأدرى بتفاصيل مرضك وخطورته على صحتك.
المصادر:
- Cancer Research UK-Survival
- American Society of Clinical Oncology (ASCO)-Cervical Cancer: Statistics
وسوم المقالة
