يعد داء كرون مرضاً التهابياً مزمناً. وقد ساهم العلاج الدوائي والجراحي الحديث في تحسين نوعية حياة المريض وإطالتها، بحيث انخفضت كثيراً نسبة الوفيات بسبب هذا المرض.
إذا كنت -أو كان أحد معارفك- مصاباً بداء كرون فلا شك أن السؤال “كم يعيش مريض كرون؟” خطر على بالك. ولذا سنجيب في هذه المقالة عنه، ونفصّل في العوامل التي تؤثر في المدّة التي يعيشها المريض المصاب بداء كرون.
كم يعيش مريض كرون؟
يعيش الأشخاص الذين يعانون من مرض كرون فترة أقصر بقليل من غيرهم غير المصابين بهذا المرض. بحيث يعيش الرجال المصابون بهذا المرض وسطياً 75.5 سنة. بينما تعيش النساء المصابات بهذا المرض وسطياً 78.4 سنة.
تختلف الأرقام السابقة كثيراً من شخص لآخر. ويعود ذلك للعديد من العوامل التي تؤثر في المدة التي يعيشها مريض كرون وسنفصّل في ذلك تالياً.
العوامل التي تؤثر في المدة التي يعيشها مريض كرون
1- شدّة المرض ونمطه
هناك عدّة أنماط لداء كرون. فأحد أنماطه يؤدي لهجمات متعددة من الأعراض بينها فترات من الهجوع التام بدون أي أعراض. ومن أنماطه المترقي بشكل تدريجي سواءً بشكل بطيء أو سريع. ويختلف تأثير هذه الأنماط على المدة التي يعيشها مريض كرون.
2- الإصابة باختلاطات مرض كرون
يمكن أن يصاب البعض باختلاطات ناتجة عن الحالة الالتهابية التي يسببها كرون، والبعض الآخر لا يصاب بهذه الاختلاطات. ويزداد احتمال الإصابة باختلاطات داء كرون إذا تُرك بدون علاج. ومن هذه الاختلاطات:
- الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، والذي يزداد احتمال حدوثه كلما طالت مدة الإصابة بالمرض.
- انسداد الأمعاء وانثقابها والإصابة بالنواسير، وهذا يعقّد العلاج وخاصة إذا احتاجت لعمل جراحي.
- الإصابة بتضخّم الكولون السمي، وهو أخطر الاختلاطات.
3- طول مدة المرض
كلما طالت مدة المرض كان أخطر. ولذلك فإن الأشخاص الذين أُصيبوا بداء كرون باكراً في حياتهم سيعيشون فترة أقصر من الذين لم يصابوا به إلا في عمر متأخّر. علماً أن معظم المرضى يصابون في عمر 15-35 سنة.
4- موقع الإصابة في الجهاز الهضمي
تعد إصابة الأمعاء الدقيقة (وخاصة الصائم) أخطر من إصابة الأمعاء الغليظة. علماً أن داء كرون يمكن أن يصيب أي منطقة من الجهاز الهضمي بدءاً من الفم وحتى الشرج.
5- الجنس
6- العلاج المطبق واستجابة الجسم له
7- التدخين الذي يقصّر المدة التي يعيشها مريض كرون
8- أذيّة أي أعضاء أخرى بالالتهاب المرافق لداء كرون
بعض الأسئلة الشائعة عن داء كرون
لا، لا يمكن الشفاء من مرض كرون فهو مرض مزمن. ويقتصر دور الأدوية على تقليل الهجمات وتخفيف شدتها وإحداث الهجوع الذي يقلل من حدوث اختلاطات المرض ويطيل المدة التي يتوقع أن يعيشها المريض.
يزيد مرض الكرون من احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. ولكن لا تعني الإصابة بداء كرون أن المريض سيصاب حتماً بالسرطان. ولكن يزداد احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم عند مريض كرون كلما طالت مدة الإصابة به.
لا يعد داء كرون بحد ذاته مميتاً، ولكنه يمكن أن يسبب اختلاطات قد تؤدي للوفاة. وقد انخفضت نسبة الوفيات بسبب داء كرون كثيراً بفضل التطوّر في طرق العلاج. حتى أن البعض يعد مرض كرون من الأمراض الحميدة غير الخطيرة إذا التزم المريض بالعلاج الموصوف.
ختاماً
ويجب أن نذكر أن الأرقام السابقة مأخوذة من إحصائيات متنوعة في بلدان مختلفة، ولا شك أنها تختلف كثيراً باختلاف النظام الصحي وجودته وتطوّره في بلدك. كما أن هذه الإحصائيات قد تصبح قديمة مع مرور الوقت، ولا شك أن طرق العلاج في تطوّر مستمر، فخذ ذلك بعين الاعتبار.
كما عليك الانتباه إلى أن الأرقام السابقة هي مجرّد إحصائيات ولا يمكن أن تحدد بدقّة المدة التي ستعيشها. وغرضها الوحيد هو رسم صورة تقريبية لمستقبل حياتك. إذ أن كثيراً من المرضى عاشوا أكثر من المدة المتوقعة. فإذا أردت معرفة المدة التي ستعيشها ونوعية حياتك خلالها فاستشر طبيبك المشرف على حالتك، فهو الأدرى بتفاصيل مرضك وخطورته على صحتك.
المصادر:
- Healthline-Can Crohn’s Disease Be Fatal? What to Know About Life Expectancy
- NCBI-Life expectancy and health-adjusted life expectancy in people with inflammatory bowel disease
الوسوم