يُصيب سرطان البروستاتا رجلاً من بين كل 7 رجال. وهذا يجعله ثاني أشيع سرطان يصيب الرجال بعد سرطان الجلد. ولحسن الحظ لا يُعد هذا السرطان خطيراً، وذلك لأن معظم الحالات تُكشف في مرحلة مبكرة قبل أن ينتشر، ولكن 8% من الحالات يكون سرطان البروستاتا قد انتشر إلى العظام عند اكتشافه. وتعد هذه المرحلة أخطر مراحل سرطان البروستاتا.
لذا إذا كنت -أو كان أحد معارفك- مصاباً بسرطان البروستاتا المنتشر للعظام فلا شك أن السؤال “هل سرطان البروستاتا المنتشر في العظام يؤدي إلى الموت؟” قد خطر على بالك يوماً ما. لذا سنحاول توضيح ذلك في هذه المقالة ونجيب على أشيع الأسئلة المتعلقة بهذه المرحلة من سرطان البروستاتا.
هل سرطان البروستاتا المنتشر في العظام يؤدي إلى الموت؟
لا يوجد حالياً علاجٌ شافٍ لسرطان البروستاتا المنتشر في العظام. وهذا يعني أن الغرض من العلاج الذي ينصح به الطبيب هو تخفيف أعراض السرطان وإطالة مدة الحياة قدر الإمكان. وعند الالتزام بالعلاج فإن ثُلث المرضى تقريباً يعيشون 5 سنوات أو أكثر، بينما يُتوفى الثُلثان خلال هذه السنوات الخمس.
وفي الحقيقة فإن هذه النسبة تتغيّر كثيراً وتتعلّق بعوامل عديدة منها:
- سرعة نمو وتطور السرطان: ويُقاس ذلك من خلال عيار مستضد يوجد في الدم يُدعى بـPSA.
- نوع السرطان: إذ أن هناك أصنافاً مختلفة من سرطان البروستات وبعضها أخطر من غيرها.
- التدخين: الذي يزيد من خطورة السرطانات عموماً، وسرطان البروستاتا من ضمنها.
- العمر والصحة العامة للمريض
- درجة الرعاية الصحيّة التي يتلقاها المريض، واستجابة السرطان للعلاج
لمزيد من التفاصيل عن سرطان البروستاتا والمدة التي يتوقع أن يعيشها المريض والعوامل التي تؤثر في ذلك اقرأ هذه المقالة.
ما المقصود بسرطان البروستاتا المنتشر في العظام؟
يبدأ أي سرطان -بغض النظر عن نوعه- من خليّة سرطانية واحدة. بحيث تتكاثر هذه الخلية بسرعة وتكبر وتشكّل كتلة في منطقة نشأتها الأولى.
بعد فترة تبدأ خلايا هذه الكتلة بالانتشار والهجرة إلى المناطق المجاورة، ومن ثم إلى المناطق البعيدة عن البؤرة الأولية.
وفي سرطان البروستاتا فإن أشيع منطقة ينتشر لها هي العظام، وأهمها عظام الحوض والعمود الفقري والأضلاع.
عندما يكون السرطان في بدايته، ويكون على شكل كتلة صغيرة موضّعة في مكان واحد فإنه يسهل استئصالها واجتثاث السرطان، وهذا قد يؤدي للشفاء التام منه.
أما إذا بدأ السرطان بالانتشار وتكوين بؤر جديدة فإنه يصعب علاجه. ويهدف العلاج حينها لإبطاء انتشار السرطان قدر الإمكان، وتخفيف أعراضه، ومحاولة إطالة مدّة الحياة.
ولهذا السبب فإن سرطان البروستاتا المنتشر إلى العظام يصعب علاجه والشفاء منه.
ولكن لحسن الحظ فإن 8% فقط من المرضى الذين يُكتشف عندهم سرطان البروستاتا يكون قد انتشر إلى العظام عند اكتشافه. ويُنصح كل من
ماذا يسبب سرطان البروستاتا المنتشر إلى العظام؟
قد تسبب نقائل سرطان البروستاتا إلى العظام كلاً من:
- ألماً في العظام
- هشاشة العظام وزيادة قابليّتها للكسر
- ألم أو تيبّس في الرقبة أو الظهر
- صعوبة التبوّل
- الإمساك
- الشعور بخدر وتنميل في بعض مناطق الجسم نتيجة انضغاط النخاع الشوكي بالنقائل
بالإضافة لأعراض سرطان البروستاتا الأساسية وهي تتضمن:
- صعوبة أو ضعف التبوّل
- الاستيقاظ عدّة مرات ليلاً للتبوّل
- ظهور دم في البول أو السائل المنوي
- ضعف الانتصاب والوظيفة الجنسية
على الرغم من أن هذه الأعراض يمكن أن تنتج عن حالات أخرى غير سرطان البروستاتا، إلّا أنه يُنصح أي شخص يعاني منا بمراجعة الطبيب على الفور، وذلك بهدف عدم التأخّر بالتشخيص الذي يجعل العلاج صعباً.
ما هي طرق علاج سرطان البروستاتا المنتشر في العظام؟
كما ذكرنا فإن الهدف من العلاج هو إبطاء سرعة انتشار السرطان، لأنه يصبح في هذه المرحلة غير قابل للشفاء. وتتضمن طرق العلاج المختلفة:
العلاج الكيماوي
ويستخدم لإبطاء سرعة نمو الخلايا السرطانية وتقليص حجم الورم.
مُسكّنات الألم
لتخفيف آلام العظام وغيرها من الآلام التي يشعر بها مريض السرطان. ولها أنواع عديدة منها البسيطة ومنها القويّة، ومنها ما يُعطى على شكل حبوب تؤخذ عن طريق الفم أو تُعطى على شكل حقن.
الستيروئيدات القشرية
وتُدعى أيضاً بالكورتيزون. وهي تساهم بتخفيف الآلام وقد تبطئ من سرعة نمو الورم.
البيسفوسفونات
وهي أدوية تستخدم لتقوية العظام والوقاية من كسرها وتخفيف آلامها.
العلاج الشعاعي
وله نوعان، العلاج الشعاعي الخارجي الذي يستخدم في حال كانت النقائل إلى العظام قليلة العدد. والعلاج الشعاعي بالمواد الشعاعية المحقونة.
الجراحة
قد يُلجأ للجراحة في حال حدوث كسور للعظام، أو لتثبيت العمود الفقري في حال كان على وشك التعرّض لكسر نتيجة النقائل.
بعض الأسئلة الشائعة عن سرطان البروستاتا
يعيش ثُلث المرضى المصابون بهذه المرحلة 5 سنوات أو أكثر، بينما يُتوفى الثُلثان الآخران خلالا هذه السنوات الخمس.
تعد هذه المرحلة الأكثر تقدّماً من سرطان البروستاتا. حيث ينتشر عادةً إلى عظام الحوض والأضلاع والعمود الفقري. وتؤدي النقائل السرطانية إلى العظام لآلام فيها وهشاشتها وهذا يعني زيادة احتمال تعرّضها للكسر.
لا يوجد حالياً علاج شافٍ لسرطان البروستاتا المنتشر إلى العظام. ويهدف العلاج في هذه الحالة لإبطاء سرعة انتشار السرطان وتخفيف أعراضه وإطالة مدة الحياة قدر الإمكان.
تلخيصاً للمعلومات التي وردت في هذه المقالة فإن سرطان البروستاتا يُعد من السرطانات الجيدة نسبياً مالم يتأخر التشخيص ويبدأ انتشار السرطان إلى العظام وغيرها من الأعضاء البعيدة. لذا من الضروري الانتباه لأعراض هذا السرطان ومراجعة الطبيب فور اكتشافها لزيادة احتمال الشفاء من هذا السرطان.
المصادر:
MedicalNewsToday-What are bone metastases in prostate cancer
وسوم المقالة:
