يُعد سرطان البلعوم الأنفي من السرطانات النادرة، وخاصة في المنطقة العربية. وأكثر ما يحدث عند المُدخّنين ومن أُصيب بفيروس EPV. ويعد سرطان البلعوم الأنفي من السرطانات صعبة التشخيص بسبب نموّه داخل تجويف الأنف، وبالتالي صعوبة اكتشافه حتى مرحلة متأخرة. وهذا يجعله من السرطانات الخطيرة.
وهنا يطرح الكثير من المصابين بهذا السرطان أو معارفهم السؤال “هل يمكن الشفاء من سرطان البلعوم الأنفي؟” وسنجيب في هذه المقالة عنه ونفصّل في خطورة سرطان البلعوم الأنفي وتأثيره على الحياة.
هل يمكن الشفاء من سرطان البلعوم الأنفي؟
يمكن إذا اكتُشِف سرطان البلعوم الأنفي بشكل باكر أن يُؤدي العلاج الشعاعي للشفاء التام والقضاء على السرطان بشكل كامل. ولكن بما أن هذا السرطان ينمو داخل جوف الأنف وبالتالي يصعب اكتشافه، كما أنه لا يسبب أي أعراض مميزة عند ظهوره، فإن القليل فقط من الحالات تُكتشف في هذه المرحلة الباكرة. وهذا ما يجعله من السرطانات الخطيرة، ولا يُشفى منه إلا قلّة من المرضى وتحديداً أولئك الذين لم يتجاوز عندهم السرطان الرأس والعنق.
السبب الرئيسي لذلك هو أن تأخر التشخيص يعطي المزيد من الوقت للسرطان لينتشر ويصيب أعضاء الجسم الأخرى غير الأنف. بينما إذا اكتشف بشكل باكر فإنه يكون موضّعاً وصغيراً ويمكن علاجه والشفاء منه.
من الصعب على الأطباء الجزم بالشفاء التام من السرطان. ولهذا فإنهم يستخدمون مصطلح نسبة البقيا Survival Rate؛ وهي احتمال البقاء على قيد الحياة لمدّة زمنيّة معيّنة. فإذا كانت نسبة البُقيا لـ5 سنوات لمرض ما هي 40%، فهذا يعني أن 40% من المصابين بهذا المرض سيكونون أحياء بعد 5 سنوات و60% منهم سيكونون قد توفوا خلال هذه السنوات الخمس.
وتبلغ نسبة البقيا عموماً لمرضى سرطان البلعوم الأنفي 61% لـ5 سنوات. وذلك بغض النظر عن مرحلة الورم وباقي خواصه.
كيف يمكن الكشف المبكّر عن سرطان البلعوم الأنفي وبالتالي زيادة احتمال الشفاء منه؟
من خلال أعراض سرطان البلعوم الأنفي:
من الأعراض التي يسببها سرطان البلعوم الأنفي والتي يجب أن تثير الشك بوجوده:
- نزف من الأنف، أو الشعور بانسداد فيه
- ضعف السمع، أو الشعور بثقل في الأذن، أو التهاب الأذن الوسطى بشكل متكرر، أو طنين الأذن
- تضخم العقد اللمفاوية في الرقبة
- صُداع، أو ألم في الحلق، أو تشوّش في الرؤية، أو خدر وتنميل في الجزء السفلي من الوجه
وهذه الأعراض غير نوعيّة لسرطان البلعوم الأنفي. أي من الممكن جداً -بل من المرجّح- أن يعاني شخصٌ ما من هذه الأعراض ولكنه مصاب بمرض آخر غير السرطان. ولهذا السبب يلجأ الأطباء لتقييم ما يُدعى بعوامل الخطر Risk Factore. وهذه العوامل هي صفات محددة تزيد من احتمال الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي.
من خلال عوامل خطر الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي:
ومن هذه العوامل:
- الرجال، فهم أكثر عرضة للإصابة بسرطان البلعوم الأنفي من الإناث
- التدخين، فربع المصابين هم من المدخنين، وتزداد الخطورة كلما طالت مدة التدخين
- شرب الكحول
- أكثر ما يصيب سرطان البلعوم الأنفي الأعمار بين 30 و50 سنة
- الإصابة في الماضي بفيروس إبشتاين بار EPV، والذي يسبب مرضاً شبيهاً بالرشح
- إصابة أحد أفراد العائلة الآخرين بهذا السرطان
- العاملون في مجال الأخشاب، أو من يتعرّض في عمله لبعض الأبخرة الحاوية على مواد كيماوية معيّنة مثل الفورم ألدهيد
- تناول اللحوم والأسماك والخضار المحفوظة المملحة، والأطعمة المُخللة
- الأشخاص الذين يعيشون في جنوب آسيا وشمال إفريقيا، وهم من أكثر الفئات استهلاكاً للأطعمة السابقة
لذا، في حال عانى أي شخص من الأعراض السابقة، خصوصاً إذا كان يملك أحد عوامل الخطر المذكورة أعلاه، فيجب عندها استشارة طبيب مختص بأمراض الأنف والأذن والحنجرة. فعلى الرغم من أن احتمال الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي يبقى منخفضاً -لأنه من السرطانات النادرة- إلّا أنه من الأفضل كشف هذه الحالة بدلاً من التأخر بتشخيصها.
ما الذي يمكن القيام به للمساعدة في علاج سرطان البلعوم الأنفي؟
يعد العلاج الشعاعي أساس علاج هذا السرطان، ويُلحق به في بعض الأحيان العلاج الكيماوي، وفي أحيان أقل يُلجأ للجراحة. يمكن للمريض المساعدة في علاج سرطان البلعوم الأنفي من خلال:
- الابتعاد عن المُسببات، وخصوصاً التدخين، بالإضافة للكحول والأطعمة المملحة والغبار والمواد الكيماوية.
- المتابعة مع الطبيب للتأكد من نجاح العلاج وكشف أي علامات تدل على نكس المرض
- تناول غذاء صحي متنوّع، وشرب 6-8 كؤوس من الماء يومياً والمحافظة على وزن مثالي
- ممارسة الرياضة بانتظام والحصول على الدعم النفسي الضروري، فكل ذلك يساهم بتقوية صحة الجسم العامة وبالتالي قد يساهم بزيادة فعالية العلاج.
وهكذا مع نهاية هذه المقالة عرفنا أن سرطان البلعوم الأنفي من السرطانات الخطيرة، وعلى الرغم من ذلك يمكن الشفاء منه إذا اكتُشف في المراحل الباكرة، وتحديداً إذا لم يكن قد تجاوز الرأس والعنق. ولهذا السبب فإن مراجعة الطبيب عند الشك بوجوده هو الطريقة الأفضل لزيادة احتمال الشفاء منه.
المصادر:
الوسوم: