يُطلق مصطلح “القلب المفتوح” على أي عملية جراحية يُجرى فيها شق الصدر وإصلاح أي جزء من العضلة القلبية، بما فيها الشرايين والصمامات، أو يُجرى فيها زرع منظّم (بطارية) أو حتى قلب كامل مكان القلب الضعيف. ولكن أشيع عملية تُجرى هي جراحة المجازة القلبية، ويُستخدم خلال هذه العملية وريد دموي من الساق بحيث يوضع بدل الشريان المسدود. وسنُركّز في حديثنا هنا عن هذه العملية.
إذا كنت -أو كان أحد معارفك- يخطط لإجراء عملية قلب مفتوح فلا شك أن السؤال “كم يعيش الإنسان بعد عملية القلب المفتوح؟” قد خطر على بالك يوماً. ولذا سنجيب في هذه المقالة عنه، ونذكر العوامل التي تؤثر في المدة التي يعيشها المريض بعد إجراء هذه العملية.
لنبدأ بالإجابة على السؤال الرئيسي:
كم يعيش الإنسان بعد عملية القلب المفتوح؟
يعيش المريض وسطياً 17.6 سنة بعد إجراء عملية القلب المفتوح.
هذا وتبلغ نسبة الوفيات بسبب عملية القلب المفتوح 3-5%، بحيث يموت 3-5% من المرضى الذين أُجريت لهم العملية خلال 120 يوماً. أما بعد انقضاء هذه الفترة فتنخفض نسبة الوفيات كثيراً.
وبطريقة أخرى يمكن تقدير المدة التي يعيشها الإنسان بعد عملية القلب المفتوح كالتالي:
- يعيش 90% من المرضى 5 سنوات على الأقل.
- ويعيش 74% منهم 10 سنوات على الأقل.
- بينما يعيش 40% من المرضى الذين خضعول لجراحة القلب المفتوح 20 سنة على الأقل.
- ولا يعيش سوى 15% منهم أكثر من 30 سنة.
وهذا لا يعني أن المريض سيعيش 5 أو 10 سنوات فقط، بل إن الكثيرين سيعيشون أكثر من ذلك. ولكن يعني ذلك أن 74% من المرضى الذين خضعوا لجراحة القلب المفتوح سيكونون على قيد الحياة بعد مضي 10 سنوات على عمليتهم، بينما سيتوفى 16% منهم خلال هذه السنوات العشر.
يمثّل الرقم السابق نسبة البُقيا؛ وهي احتمال البقاء على قيد الحياة لمدّة زمنيّة معيّنة. فإذا كانت نسبة البُقيا لـ5 سنوات لحالة أو مرض ما هي 40%، فهذا يعني أن 40% من المصابين بهذا المرض سيكونون أحياء بعد 5 سنوات و60% منهم سيكونون قد توفوا خلال هذه السنوات الخمس.
العوامل التي تؤثر في المدة التي يعيشها الإنسان الخاضع لعملية القلب المفتوح
1- نوع العملية
هو العامل الأساسي الذي يحدد المدة التي يتوقع أن يعيشها المريض. فكما ذكرنا فإن عملية القلب المفتوح تشمل:
- عملية المجازة القلبية ونسبة البقيا لـ5 سنوات فيها هي 90% كما ذكرنا.
- أما عملية تبديل الصمام التاجي أو الأبهري فتبلغ نسبة البقيا لـ5 سنوات فيها 91-94%.
- وعملية زرع منظّم (بطارية) للقلب وتبلغ نسبة البقيا لـ5 سنوات فيها 70% تقريباً.
- وأخيراً عملية زرع القلب التي تعد أخطر العمليات وتبلغ نسبة البقيا لـ5 سنوات فيها أقل من 60%.
2- شدّة المرض القلبي
فكلما كان عدد الشرايين المسدودة أكبر، قلّت المدة التي يتوقع أن يعيشها المريض.
3- العمر
حيث تنخفض نسبة البقيا لـ20 سنة على سبيل المثال من 55% إذا كان عمر المريض أقل من 50 سنة، إلى 11% إذا كان عمر المريض أكبر من 70 سنة.
4- الجنس
حيث تكون نسب البقيا في الإناث أقل من الذكور. فنسبة البقيا لـ20 سنة عند الذكور هي 37% وعند الإناث 29%.
5- استمرار ارتفاع الضغط والشحوم وغيرها
حيث تنخفض نسبة البقيا لـ20 سنة من 41% إلى 27% إذا استمر ارتفاع الضغط بعد العملية ولم يتم معالجته وضبطه.
6- الصحة العامة للمريض ووجود أمراض أخرى غير المرض القلبي
فقد تساهم هذه الأمراض بتقصير المدة التي يتوقع أن يعيشها المريض.
7- وظيفة القلب ومدى قوّته
8- البدانة ونمط الحياة والتغذية وممارسة الرياضة
9- التدخين
ما بعد العملية
يحتاج المريض عادةً 6 أسابيع وسطياً ليبدأ الشعور بالتحسّن، وقد يحتاج فترة تصل لـ6 أشهر حتى يشعر فعلاً بفائدة العملية ويزول ألم الصدر وضيق النفس تماماً، ويستمر ذلك 10-15 سنة. إلا أن المرض يمكن أن يعود على الوعاء الجديد، ولا يمكن منع ذلك إلا باتباع تعليمات الطبيب من تعديل على نمط الغذاء كتقليل الملح والدسم والسكريات، والالتزام بتناول الأدوية التي وصفها الطبيب، وإيقاف التدخين وممارسة الرياضة، وغيرها.
ختاماً
تذكّر أن الأرقام السابقة مأخوذة من إحصائيات متنوعة في بلدان مختلفة، ولا شك أنها تختلف كثيراً باختلاف النظام الصحي وجودته وتطوّره في بلدك. كما أن هذه الإحصائيات قد تصبح قديمة مع مرور الوقت، ولا شك أن طرق العلاج في تطوّر مستمر، فخذ ذلك بعين الاعتبار.
كما عليك الانتباه إلى أن الأرقام السابقة هي مجرّد إحصائيات ولا يمكن أن تحدد بدقّة المدة التي ستعيشها. وغرضها الوحيد هو رسم صورة تقريبية لمستقبل حياتك. إذ أن كثيراً من المرضى عاشوا أكثر من المدة المتوقعة. فإذا أردت معرفة المدة التي ستعيشها ونوعية حياتك خلالها فاستشر طبيبك المشرف على حالتك، فهو الأدرى بتفاصيل مرضك وخطورته على صحتك.
كم يعيش مريض السرطان؟ وما هي العوامل التي تؤثر في هذه المدة وكيف يمكن إطالتها
يصاب تقريباً 5 من بين كل 10000 شخص بالسرطان، ويموت ثُلث هذا العدد بسببه. وبشكل عام فإن وفيات السرطان هي ثاني أشيع سبب للوفاة بعد أمراض القلب والأوعية.
ولكن تختلف أنواع السرطان كثيراً من حيث خطورتها والمدة التي يتوقع أن يعيشها المصاب بها. ولحسن الحظ فإن هناك بعض السرطانات التي يمكن الشفاء التام منها، وهذا ما سنتعرّف عليه في هذه المقالة.
المصادر:
- Oxford University Press-Evaluation of cardiac surgery mortality rates: 30-day mortality or longer follow-up
- Oxford University Press-The clinical outcome after coronary bypass surgery: a 30-year follow-up study
- American Heart Association-Twenty-Year Survival After Coronary Artery Surgery
- eMedicineHealth-Coronary Artery Bypass Graft Surgery (CABG)
الوسوم