تُصاب الغدّة النخامية -وهي الغدة الرئيسية في الجسم الموجودة في الدماغ- بالأورام كحال باقي أعضاء الجسم. ولكن معظم أورام الغدة النخامية تكون حميدة. وتُعالج غالباً بالاستئصال الجراحي.
يكثر بعد استئصال أورام الغدة النخامية السؤال “هل يعود ورم الغدة النخامية بعد استئصاله؟” ولذا سنجاوب في هذه المقالة عنه، ونوضّح العوامل التي تترافق مع نسب أعلى لنكس الورم وعودته.
هل يعود ورم الغدة النخامية بعد استئصاله؟
غالباً ما تكون أورام الغدة النخامية حميدة، ولذا فإنها لا تنتشر في الجسم. ومع ذلك ففي كثير من الحالات لا يتمكن الجرّاح من استئصال كل الورم، وبالتالي تبقى بعض الخلايا الورمية التي تعود فتنمو وتكبر، وقد تسبب عودة الورم بعد فترة من العمل الجراحي.
يختلف ذلك كثيراً من شخص لآخر، ويتعلّق أساساً بنوع الورم المستأصل. فأورام الغدة النخامية غير الوظيفية (أي التي لا تفرز أي هرمون) تحمل الاحتمال الأكبر للعودة بعد الاستئصال. حيث يعود الورم في 25% من الحالات بعد مضي 5 سنوات على استئصاله، وفي 43% من الحالات بعد 10 سنوات، وفي 61% منها بعد مضي 15 سنة.
كما تحمل البرولاكتينوما (الورم البرولاكتيني) احتمالاً مقارباً للنكس. أما بالنسبة لبقية أورام الغدة النخامية فاحتمال عودة الورم فيها بعد استئصاله أخفض من ذلك بكثير.
غالباً ما يعود الورم للظهور في الفترة التي تلي الاستئصال بـ1-5 سنوات. وهذا يعني في حال تجاوز فترة الـ5 سنوات التالية للعمل الجراحي دون ظهور أي دليل على عودة الورم، فهذا يعني انخفاض احتمال عودته كثيراً. ولكن مع ذلك يبقى احتمال عودته موجوداً -وإن كان ضئيلاً- حتى بعد مضي 20 سنة.
كيف يتم اكتشاف عودة ورم الغدة النخامية بعد استئصاله؟
بما أن اكتشاف عودة الورم بعد العمل الجراحي قد يكون صعباً أحياناً. لذا فإن الطبيب يطلب إجراء معاينة سنوياً لإجراء بعض الفحوص أو التحاليل أو الصور الشعاعية لتحرّي عودته.
في حال كان الورم الذي تعاني منه وظيفياً (أي أنه يفرز بعض الهرمونات) فيمكن أن يستدل على عودته من خلال عودة الأعراض التي يسببها، أو من خلال بعض التحاليل لقياس مستويات هذه الهرمونات. وتُجرى هذه التحاليل عادةً بشكل دوري، أي كل سنة مثلاً.
أما إذا لم يكن الورم وظيفياً (أي أنه لا يفرز أي هرمونات) فلا يمكن الاستدلال على عودته إلا من خلال إجراء صور بالرنين المغناطيسي بشكل دوري.
لذا فمن الضروري الالتزام بهذه المواعيد، واستشارة الطبيب في حال المعاناة من أي أعراض قد تدل على عودة الورم، أي كالتي كنت تعاني منها قبل استئصاله.
كيف تعالج أورام الغدة النخامية في حال عودتها بعد الاستئصال؟
غالباً ما تُعالج هذه الأورام بإعادة العمل الجراحي، فهو الطريقة الأفضل لمنع عودتها مجدداً. ولكن يمكن أن يتضمن العلاج أيضاً العلاج الدوائي أو الشعاعي أو مزيجاً من طرق العلاج السابقة. ويتعلّق ذلك أيضاً بنوع الورم.
فإذا كان الورم مفرزاً لهرمون النمو (يسبب ضخامة النهايات أو العملقة)، أو إذا كان يسبب داء كوشينغ، أو كان برولاكتينوما، ففي هذه الحالات يتم تجريب العلاج الدوائي أولاً، وإذا لم ينجح ذلك يُلجأ للعلاج الشعاعي.
أما إذا كان الورم غير وظيفياً فيُلجأ أولاً للجراحة، ومن ثم العلاج الشعاعي، أو لكليهما معاً.
وأكثر العمليات الجراحية إجراءً لعلاج أورام الغدة النخامية الناكسة هي التنظير عبر الأنف.
ماذا بعد علاج الورم مجدداً؟
يجب أن نذكر أن العملية الجراحية الثانية تترافق مع احتمال أعلى من الأولى لحدوث الاختلاطات. ولكنها تبقى الطريقة الأفضل لعلاج الورم ومنع عودته مجدداً.
لا يوجد في الحقيقة وسيلة مثبتة الفعالية لتقليل احتمال عودة أورام الغدة النخامية بعد استئصالها. ولكن يُنصح عموماً بإيقاف التدخين وتناول غذاء صحّي وممارسة الرياضة والحفاظ على وزن مثالي. وهي وسائل عامة للمحافظة على الصحة وتقليل احتمال الإصابة بالأمراض.
اقرأ أيضاً: كم يعيش مريض سرطان الدماغ؟ وما هي العوامل التي تؤثر على ذلك
المصادر:
- UCLAHealth-About Recurrent Adenomas
- eje-Factors predicting relapse of nonfunctioning pituitary macroadenomas after neurosurgery: a study of 142 patients
- nih-Clinical factors involved in the recurrence of pituitary adenomas after surgical remission: a structured review and meta-analysis
وسوم المقالة: