يعد سرطان الثدي أشيع السرطانات التي تُصيب الإناث، بحيث تُصاب به 2 مليون أنثى سنوياً. وعلى الرغم من أن معدل الإصابة بسرطان الثدي ازداد قليلاً في السنوات الأخيرة، إلّا أن نسبة الوفيات به انخفضت كثيراً بفضل الكشف المبكر عنه. ولكن هل يمكن الشفاء تمامًا من سرطان الثدي؟ وما هي العوامل التي تحدد ذلك؟ هذا ما سنتعرّف عليه في هذه المقالة.
هل يمكن الشفاء تمامًا من سرطان الثدي؟
يمكن الشفاء تمامًا من بعض حالات سرطان الثدي. وتكون نسبة الشفاء أعلى ما يكون عند كشف السرطان في مرحلة مبكرة. ولكن الشفاء التام غير مضمون أياً كان نوع السرطان ومرحلته وطريقة علاجه.
وعموماً إذا اكتشف سرطان الثدي وعُولج ولم يعد إطلاقاً خلال السنوات الـ15-20 التالية فيمكن اعتباره شافياً.
وتصل نسبة الشفاء في سرطان الثدي إذا اكتشف باكراً أي في المرحلة الأولى Stage I إلى 85-98%. بحيث تتناقص هذه النسبة مع تأخّر اكتشافه وعلاجه، أي ازدياد مرحلته. بحيث لا تتجاوز نسبة الشفاء في سرطان الثدي المنتشر 3% في أفضل الحالات.
وفي سرطان الثدي الالتهابي فإن الشفاء التام نادر حقاً. ولكن يمكن في حالات محددة بعينها أن يحدث الشفاء التام عند تطبيق طرق العلاج المتطورة، وفي هذه الحالات القليلة يمكن أن تصل احتمالية الشفاء إلى الثُلث.
لفهم هذه التفاصيل علينا أولاً توضيح بعض النقاط الضرورية. ولنبدأ بالأساسيات:
ما هو السرطان؟ وهل يمكن الشفاء منه؟
هو مجموعة من الخلايا الشاذة التي تتكاثر بسرعة كبيرة وغير مضبوطة بالمقارنة مع الخلايا الطبيعية. وهذا التكاثر سيؤدي لغزو المناطق المجاورة شيئاً فشيئاً، ومن ثم المناطق الأبعد.
أي أن السرطان في البداية ينمو حول مكان نشأته الأولي، ولكن مع مرور الوقت فإنه يبدأ بالانتشار عبر العقد اللمفاوية والدم للأعضاء الأخرى البعيدة كالرئتين والدماغ وغيرها.
وهكذا إذا اكتشف السرطان في مرحلة مبكرة قبل أن تبدأ خلايا السرطان بالانتشار بعيداً، فإن الطبيب قد يكون قادراً على استئصال بؤرة الورم الأولية بشكل كامل، وفي هذه الحالة قد يحدث الشفاء التام.
ولكن ما إن تبدأ الخلايا السرطانية بالانتشار والتبعثر في الجسم فسيصبح من الصعب (بل ربما من المستحيل) تحديد موقعها بدقة، وفي هذه الحالة لن ينفع استئصال بؤرة السرطان الأولية لأن الخلايا المنتشرة ستبدأ بتشكيل بؤر جديدة. ولذلك فإن العلاج الجراحي في هذه الحالة قليل الفائدة ويقتصر العلاج على الكيماوي والشعاعي.
لا يستطيع العلاج الكيماوي والشعاعي غالباً إحداث الشفاء التام، وإنما يهدف لإبطاء سرعة نمو السرطان وتخفيف الأعراض وبالتالي إطالة المدة التي يتوقع أن يعيشها المريض فقط.
كيف نعرف أن الشفاء التام قد حدث؟ وهل يمكن الجزم بحدوثه؟
يمكنك مما سبق استنتاج أننا نستطيع الجزم بحدوث الشفاء التام إذا استطعنا التأكد من أن الخلايا السرطانية لم تبدأ بالانتشار بعد. ولسوء الحظ فإن ذلك غير ممكن ضمن الإمكانيات الحالية.
ولكن يمكننا أن نتوقع حدوث الشفاء التام إذا مضت فترة طويلة على استئصال بؤرة السرطان الأولية من دون أن تظهر أي بؤرة أخرى في أي مكان في الجسم.
كما وضع الأطباء بعض القواعد الأخرى التي تُمكّنهم من التنبؤ بحدوث الشفاء التام. وحددوا بعض العوامل التي تؤثر في إمكانية الشفاء، ومنها مرحلة السرطان ونوعه ودرجة خباثة خلاياه.
ولكن يبقى الجزم بحدوث الشفاء غير ممكن مهما كانت مواصفات السرطان. أي أن الطبيب لا يستطيع أن يقول وهو متأكد بنسبة 100% أن كل خلايا السرطان قد قُضي عليها بشكل تام ولن تعود مجدداً في المستقبل. وذلك لأنه قد تكون هناك بعض الخلايا المتناثرة هنا أو هناك والتي لا تستطيع طرق التصوير والفحوص المخبرية الحالية اكتشافها، وبالتالي يمكن أن يعود السرطان في المستقبل.
ولكن احتمال عودة السرطان يكون أقل إذا اكتشف السرطان باكراً قبل أن ينتشر وعولج بشكل صحيح. وهكذا فإن الاكتشاف والعلاج الباكرين هما العاملين الأساسيين الذين يمكناننا من أن نتوقع حدوث الشفاء التام.
وهكذا وبسبب عدم القدرة على الجزم بالشفاء من السرطان فإن الأطباء يستخدمون نسبة البقيا أكثر من نسبة الشفاء عند الحديث عن المدة التي يتوقع أن يعيشها مريض السرطان وغيره من الأمراض الخطيرة.
كم سنة تعيش مريضة سرطان الثدي؟ وما هي نسبة الشفاء من هذا السرطان والعوامل التي تؤثر في ذلك؟
يعد سرطان الثدي أشيع السرطانات التي تُصيب الإناث، بحيث تُصاب به 2 مليون أنثى سنوياً. ويُقدّر أن 13% من النساء سيصابون في فترة من فترات حياتهم بهذا السرطان. ولكن كم سنة تعيش المريضة المصابة بسرطان الثدي؟
على الرغم من أن معدل الإصابة بسرطان الثدي ازداد قليلاً في السنوات الأخيرة، إلّا أن نسبة الوفيات به انخفضت كثيراً بفضل الكشف المبكر عنه. كما يمكن الشفاء تماماً من بعض حالات سرطان الثدي وهذا ما سنعرفه مع نهاية هذه المقالة.
هل يمكن الشفاء من سرطان الثدي المنتشر؟
عموماً فإن سرطان الثدي -وغيره من السرطانات- لا يمكن الشفاء التام منه إذا أصبح منتشراً. لأن الخلايا السرطانية كما ذكرنا تكون قد انتثرت في كامل الجسم ومن الصعب جداً تحديد موقعها والقضاء عليها جميعاً.
ولذلك فإن استئصال السرطان في هذه الحالة لن يكون كافياً، لأن الخلايا السرطانية بدأت بتشكيل بؤر جديدة في المناطق المختلفة من الجسم. ولذلك يُلجأ هنا للعلاج الكيماوي والشعاعي لإبطاء سرعة نمو السرطان فحسب وليس لشفائه.
ومع ذلك يمكن في حالات قليلة جداً لا تتجاوز نسبتها 3% (كوجود نقيلة واحدة فقط من سرطان الثدي إلى عضو آخر وبعض الحالات الأخرى النادرة) يمكن في هكذا حالات أن يحدث الشفاء، ولكن من دون الجزم التام بحدوثه. وهنا يمكن تطبيق القاعدة التي تقول أنه إذا عُولج سرطان الثدي ولم يعد خلال السنوات الـ15-20 التالية فإنه يعتبر شافياً.
وهنا أيضاً فإن من الأدق الحديث عن المدة التي يتوقع أن تعيشها المريضة المصابة بسرطان الثدي المنتشر (النقيلي) وليس عن نسبة الشفاء.
كم تعيش مريضة سرطان الثدي المرحلة الرابعة (النقيلي)؟ وما هي العوامل الـ7 التي تؤثر في هذه المدة
تصاب واحدة من بين 13 أنثى بسرطان الثدي، ويموت ثُلث المصابات بهذا السرطان بسببه. وقد أصبح هذا السرطان ثاني أكثر سرطان إحداثاً للوفيات عند النساء. ورغم أن معظم المريضات يُكشف عندهن السرطان في مرحلة مبكرة، إلّا أن القليل فقط من المريضات يكشف عندهن السرطان عندما يكون في المرحلة الرابعة المتقدّمة.
سنجيب في هذه المقالة عن السؤال الذي يخطر على بال الكثير من المصابات بسرطان الثدي -أو أقربائهن- وهو “كم يعيش مريض سرطان الثدي المرحلة الرابعة؟”. وسنشير أيضاً إلى متوسط المدة التي تعيشها مريضة سرطان الثدي في باقي مراحله، موضّحين معنى أن يكون السرطان في المرحلة الرابعة. ونختتم بالعوامل التي تؤثر بالمدة التي يعيشها المصاب بهذا السرطان الخطير.
ما هي العوامل التي تؤثر في احتمالية الشفاء (نسبة الشفاء)؟
1- مرحلة السرطان Stage
وهي مصطلح طبي يستخدم للدلالة على أن السرطان ما زال في مرحلة باكرة إذا كانت المرحلة منخفضة (المرحلة 0 أو 1)، أو أنه أصبح في مرحلة متقدمة (كما في المرحلة 3 و4). وهذا هو العامل الأهم كما لاحظنا سابقاً.
2- نوع السرطان
وهنا يجب أن نذكر أن سرطان الثدي هو من السرطانات متوسطة الخطورة، أي أنه ليس منخفض الخطورة كسرطان الغدة الدرقية، وليس عالي الخطورة كسرطان المعدة.
كما توجد أنواع مختلفة ضمن سرطان الثدي وأخطرها سرطان الثدي الالتهابي.
3- درجة خباثة الخلايا السرطانية
حتى ضمن النوع الواحد من السرطانات، تختلف الخلايا في درجة شذوذها. فقد تكون الخلايا السرطانية شاذة كثيراً أو قليلاً عن الخلايا الطبيعية. وكلما كانت الخلايا شاذة أكثر انخفضت احتمالية الشفاء أكثر.
4- موقع السرطان في الثدي
5- صحة المريضة العامة
6- طرق العلاج المستخدمة ومدى تطورها
7- تختلف حالة كل مريضة عن غيرها
أخيراً
يجب على مريض السرطان عموماً، ومريضة سرطان الثدي خصوصاً الانتباه لفكرة أن كل مريضة هي حالة خاصة مختلفة عن غيرها، وقد لا تنطبق عليها القواعد السابقة. لذا فعليها استشارة الطبيب المشرف على حالتها للحصول على المعلومة الأدق، فهو الأدرى بتفاصيل مرضها وتأثيره على حياتها وصحتها.
لقراءة المزيد عن هذا الموضوع باللغة الإنجليزية اطلع على المقالة التالية Is Breast Cancer Curable? Get the Facts